@ 269 @ $ الباب العاشرة في فقه الحديث .
1 - بيان أقسام ما دون في علم الحديث .
قال الإمام ولي الله الدهلوي ، قدس سره في الحجة البالغة ما نصه ، ( ( أعلم أن ما روى عن النبي ، ودون في كتب الحديث على قسمين : .
( ( أحدهما : ما سبيله سيبل تبليغ الرسالة ، وفيه قوله تعالى : ( ^ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . ) ) منه علوم المعاد ، وعجائب المكوت ، وهذا كله مستند إلى الوحي ومنه شرائع وضبط للعبادات ، والارتفاقات ، وهذه بعضها مستند إلى الوحي ، وبعضها مستند إلى الاجتهاد ، واجتهاده بمنزلة الوحي ، لأن الله تعالى عصمه من أن يتقرر رأيه على الخطأ ، وليس يجب أن يكون اجتهاده استنباطاً من المنصوص ، كما يظن ، بل أكثره أن يكون علمه الله تعالى مقاصد الشرع ، وقانون التشريع والتيسير والأحكام ؛ فببين المقاصد المتلقاة بالوحي بذلك القانون . ومنه حكم مرسلة ومصالح مطلقة لم يوقتها ، ولم يبين حدودها ، كبيان الأخلاق الصالحة وأضدادها ، ومتندها غالباً الاجتهاد ، بمعنى أن الله تعالى علمه قوانين ، الارتفاقات ، فاستنبط منها حكمه وجعل فيها كلية . ومنه فضائل الأعمال ، ومناقب العمال ؛ وأرى أن بعضها مستند إلى الوحي ، وبعضها إلى الاجتهاد ، وهذا القسم هو الذي نقصد شرحه وبيان معانيه .