@ 208 @ أصرح الأدلة فيه قوله تعالى : ( ^ يومئذ تحدث أخبارها ) وقوله تعالى : ( ^ ولا ينبئك مثل خبير ) وأما بالنسبة إلى الاصطلاح فقيه الخلاف : فمنهم من استمر على أصل اللغة . وهذا رأى الزهري ومالك وابن عيينة ويحيى القطان وأكثر الحجازيين والكوفيين ، وعليه استمر عمل المغاربة ، ورجحه ابن الحاجب في مختصره ، ونقل عن الحاكم أنه مذهب الأئمة الأربعة ، ومهم من رأي إطلاقه ذلك حيث يقرأ الشيخ من لفظه ، وتقييده حيث يقرأ عليه ، وهو التفرقة بين الصيغ بحسب افتراق التحمل ، فيخصون التحديث بما يلفظ به الشيخ ، والإخبار بما يقرأ عليه ، وهذا مذهب ابن جريج ، والأوزاعي ، والشافعي وابن وهب وجمهور أهل المشرق ؛ ثم أحدث أتباعهم تفصيلاً آخر ، فمن سمع وحده من لفظ الشيخ ، افرد فقال : حدثني ؛ ومن سمع مع غيره جمع ؛ ومن قرأ بنفسه على الشيخ أفرد فقال : أخبرني ؛ ومن سمع بقراءة غيره جمع ؛ وكذا خصصوا الإنباء بالإجازة التي يشافه بها الشيخ من يجيزه ، ولك هذا مستحسن ، وليس بواجب عندهم ، وإنما أرادوا التمييز بين أحوال التحمل ؛ وظن بعضهم أن ذلك على وجوب فتكلفوا في الاحتجاج له وعليه بما لا طائل تحته . نعم ، يحتاج المتأخرون إلى مراعاة الاصطلاح المذكور لئلا يختلط ، لأنه صار حقيقة عرفية عندهم ، فمن بجوز عنها احتاج إلى الإتيان بقرينة تدل على مراده ) ) وإلا فلا يؤمن اختلاط المسموع بالمجاز بعد تقرير الاصطلاح ، فيحمل ما يرد من ألفاظ المتقدمين على محمل واحد بخلاف المتأخرين . * * * .
7 - قول المحدث : وبه قال حدثنا .
قال القسطلاني : ( ( إذا قرأ المحدث إسناده شيخه المحدث أول الشروع ، وانتهى ، عطف عليه بقوله في أول الذي يليه : ( ( وبه قال حدثنا ) ) ليكون كأنه أسنده إلى صاحبه في كل حديث ، أي لعود ضمير ( ( وبه ) ) على السند المذكور كأنه يقول : ( ( وبالسند المذكور ، قال : أي صاحب السند لنا ، فهذا معنى قولهم : وبه قال ) ) .