@ 207 @ .
6 - هل قول المحدث : حدثنا وأخبرنا وأنبأنا بمعنى واحد أم لا ؟ .
قال الحكيم الترمذي قدس الله سره في نوادر الأصول : ( ( من أراد أن يؤدي إلى أحد حديثاً قد سمعه ، جاز له أن يقول : أخبرني وحدثني ، وكذلك إذا كتب إليه من بلدة أخرى جاز أن يقول : أخبرني وحدثني ، فإن الخبر يكون شفاها ، أو بكتاب . وذلك قوله تعالى في تنزيله : ( ^ من أنباك هذا ؟ قال نبأني العليم الخبير ) ) . فإنما صار نبأ خبراً بوصول علم ذلك إليه ؛ وكذلك يجوز أن يقول : حدثني لأنه قد حدث إليه الخبر ، فسواء حدث شفاها أو بكتاب ؛ وكذلك إذا ناوله كتابه فقال : هذا حديثي لك ، وهذا خبرني إياك ، فحدث عني ، وأخبر عني ، جاز له أن يقول : حدثني وأخبرني ، وكان صادقاً في قوله ، لأنه قد حدث إليه وأخبره ، فليس للمتمنع أن يمتنع من هذا تورعاً ، ويتفقد الألفاظ مستقصيا في تحري الصدق ، بتوهم أن ترجمة قوله : أخبرني وحدثني لفظه وبالشفتين ، وليس هو كذلك فاللفظ لفظ ، والكلام كلام ، والقول قول ، والحديث حديث ، والخبر خبر ؛ فالقول ترجيع الصوت ، والكلام كلم القلب بمعاني الحروف ، والخبر إلقاء المعنى إليك ، فسواء ألقاه إليك لفظاً أو كتاباً . وقد سمى الله القرآن في تنزيله ( ( حديثاً ) ) حدث به العباد ، وخاطبهم به ، وسمى الذي يحدث في المنام حديثاً فقال : ( ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) ) انتهى . .
وروى البخاري في صحيحه عن الحميدي قال : ( ( كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحداً ) ) . قال الحافظ في الفتح : إيراده قول ابن عيينة دون غيره ، دال على أنه مختاره ؛ واستدل البخاري على التسوية بين هذه الصيغ بحديث ابن عمر قال قال رسول الله : ( ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ، فحدثوني ما هي ؟ وفي رواية : ( ( أخبروني ) ) وفي رواية : ( ( أنبئوني ) ) فدل ذلك على أن التحديث والإخبار والإنباء عندهم سواء ؛ وهذا لا خلاف فيه عند أهل العلم بالنسبة إلى اللغة . ومن