وقد كان قبل ذلك في حال العمارة قد بلغ محراب الحنفية من المقصورة المعروفة بهم ومحراب الحنابلة من خلفهم في الرواق الثالث الغربي وكانا بين الاعمدة فقلعت تلك المحاريب وعوضوا بالمحاريب المستقرة في الحائط القبلي واستقر الامر على ذلك انتهى ثم قال في سنة تسع وعشرين وسبعمائة وفي الحادي والعشرين من صفر كمل ترخيم الحائط القبلي من جامع دمشق وبسط الجامع جميعه وصلي به الجمعة من الغد وفتح باب الزيادة وكان له اياما مغلقا وذلك في ايام مباشرة تقي الدين بن مراجل المذكور انتهى ثم قال في سنة ثلاثين وسبعمائة وفي شهر ربيع الاخر شرع في ترخيم الجانب الشرقي من الجامع الاموي ليشبه الجانب الغربي وشاور تقي الدين بن مراجل النائب والقاضي على جمع الفصوص من سائر الجامع الاموي في الحائط القبلي فرسما له بذلك انتهى ورايت بخط البرزالي في يوم السبت مستهل شهر ربيع الاول من السنة المتقدمة حضر نائب السلطنة وقاضي القضاة علم الدين الاخنائي الشافعي الى جامع دمشق فشاورهما ناظر الجامع المعمور في جمع الفصوص المفرقة في حيطان الجامع وان تجعل في الحائط القبلي فحصل الاتفاق على ذلك وشرع فيه في خامس الشهر المذكور فنقض الترخيم من الجانب الشرقي وجدد وذهب وعمل نسبة للجانب الغربي الذي تقدم عمله وكمل ذلك في اخر هذه السنة واخر امر الفصوص انتهى وقال في سنة اثنتين وثلاثين وسبعماية وفي الثالث والعشرين من جمادى الاولى كمل بسط الجامع فاتسع على الناس ولكن حصل حرج بحمل الامتعة يعني المداسات على خلاف العادة فان الناس كانوا يمرون وسط الرواقات ويخرجون من باب البرادة ومن شاء استمر يمشي الى الباب الاخر بنعليه ولم يكن ممنوعا سوى المقصورة لا يمكن لاحد الخول اليها بالمداسات بخلاف باقي الرواقات فامر نائب السلطنة بتكميل بسطه انتهى وقال الذهبي في عبره في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ابو محمد الشيرازي هبة الله محمد ابن هبة الله ابن ميميل البغدادي المعدل الصوفي الواعظ سمع ابا علي بن نبهان