المعالي أحمد بن أبي محمد عبد السلام بن المطهر ابن القاضي الإمام العلامة أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون ولد في شهر رجب سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وختم القرآن في آخر سنة تسع وأربعين وأجاز له ابن الجوزي وابن كليب وجماعة من العراق وأبو طاهر الخشوعي وغيره من دمشق وسمع من ابن طبرزد وأبي اليمن الكندي وأبي القاسم بن الحرستاني وغيرهم .
قال الذهبي في تاريخ الإسلام وتفقه مدة ولم يبرع في الفقه لكن له محفوظات وتثبت وجلالة درس بالأمينية وبالعصرونية بدمشق وطال عمره وعلت روايته وأكثر عنه الطلبة روى عنه الدمياطي وابن تيمية وابن العطار وابن الخباز وجماعة توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وستمائة ثم درس بها بعده قاضي القضاة نجم الدين أبو بكر محمد ابن قاضي القضاة صدر الدين أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أبي البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن الملقب بسني الدولة في سنة تسع وستين وستمائة سنة قسمة الوظائف بعد قدوم الصاحب بهاء الدين بن الحنا دمشق في شهر رجب أخذت له من قطب الدين بن أبي عصرون واستمرت في يده إحدى عشرة سنة ولد سنة ست عشرة وستمائة وسمع من أبي القاسم ابن صصري وغيره واشتغل وناب عن والده في القضاء بدمشق ثم ولي قضاء القضاة عقب كسرة التتار على عين جالوت في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين فبقي سنة وعزل ثم اسكن مصر وصودر ثم ولي قضاء دمشق أياما عقب زوال سنقر الأشقر في صفر سنة تسع وسبعين وستمائة وكان ولي قضاء حلب قبل ذلك حينئذ انتزع منه تدريس الأمينية قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان في محرم السنة المذكورة وباشرها أياما ثم لما قدم نجم الدين في صفر المذكور انتزعها منه قال الذهبي في تاريخ الإسلام وقد درس بالأمينية والركنية وعدة مدارس وكان موصوفا بجودة النقل وصحته