بخلاف أخيه شهاب الدين فلم يشتغل قليلا ولا كثيرا ثم إن المذكور أولا لما كان بعد الفتنة ورأى الدنيا قد خلت بقي يذهب إلى مصر ويرجع ويصحب الأكابر وتولى وظائف منها تدريس الناصرية ونظرها ومشيخة الأسدية الجوانية وتدريس الأمجدية وتصدير في الجامع ونصف خطابة مسجد القصب وغير ذلك من الوظائف والأنظار ورأس وبقي معظما بين الناس بغير فضل ولا فضيلة فإنه كان رديء المباشرة في الأوقاف إلى الغاية مع إظهار دين وتقشف وبراءة ساحة ولما مات والده استقر له ولأخيه ما كان بيده من الجهات ولم يتزوج قط وإنما عقد عقدة على ابنة ابن المزلق فيما أظن ولم يدخل بها حكى لي شيخنا جمال الدين الطيماني عنه أنه قال لم أطأ قط وطأ لا حلالا ولا حراما وكان عنده شح لم يبلغنا عنه أنه أحسن إلى أحد ولا آثره بشيء وجمعها من غير حل وخلفها لمن لا يعمل فيها بتقوى الله ولا قوة إلا بالله أخرجت جنازته يوم الثلاثاء ثانيه وكان عمره نحو خمسين سنة أو ثلاثين سنة وكان أشقر الذقن أزرق العينين وكان الناس يسمونه زريق وولي أخوه شهاب الدين بعده تدريس الناصرية ونطرها وقام ابن الحسباني ينازعه وزعم أن بيده حصة من التدريس والنظر وأن قاضي القضاة كان وافقه على ذلك ثم قام مع ابن النقيب أي نقيب الأشراف وساعده على ابن الحسباني فاستقرت باسمه ثم قال الأسدي في ذيله في جمادى الآخر سنة ثماني عشرة وثمانمائة وفي يوم السبت حادي عشر بلغني أن شمس الدين محمد ابن قاضي القضاة شهاب الدين احمد الباعوني قد رجع من مصر وقد آخذ جهات باسمه واسم أخيه برهان الدين نظر الحرمين ونصف تدريس الأمجدية ونظرها عن السيد شهاب الدين نقيب الأشراف وغير ذلك كل شهر ألف درهم وكان الطنبغا العثماني قد ساعده على ذلك فلما رجع قاضي القضاة يعني ابن حجي واستقرت الأمور رتب لهم