الصالحين تطيب الحياة والخير مجموع في القرين الصالح إن نسيت ذكرك وإن ذكرت أعانك .
إسرافيل قال حضرت ذا النون في الحبس و قد دخل الجلواز بطعام له فقام ذو النون فنفض يده فقيل له إن أخاك جاء به فقال إنه على يدي ظالم قال وسمعت رجلا سأل ذا النون فقال رحمك الله ما الذي أنصب العباد وأضناهم فقال له ذكر المقام وقلة الزاد وخوف الحساب ولم لا تذوب أبدان العمال وتذهل عقولهم والعرض على الله أمامهم و قراءة كتبهم بين أيديهم والملائكة وقوف بين يدي الجبار ينتظرون أمره في الأخيار والأشرار ثم قال مثلواهذا في نفوسهم وجعلموه نصب أعينهم قال و سمعت رجلا يسأل ذا النون متى تصح عزلة الخلق فقال إذا قويت على عزلة النفس .
يوسف بن الحسين قال قلت لذي النون في وقت مفارقتي له من أجالس قال عليك بصحبة من تذكرك الله عزوجل رؤيته وتقع هيبته على باطنك و يزيد في عملك منطقه يزهدك في الدنيا عمله و لا تعصي الله مادمت في قربه يعظك بلسان فعله و لا يعظك بلسان قوله .
و سمعت ذا النون يقول سقم الجسد في الأوجاع وسقم القلوب في الذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العباد مع الذنوب وسمعته يقول من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم