الحمد لله ثم ملأ كفيه و قال بسم الله وشرب الماء ثم قال الحمد لله ثم إنه خرج من النهر فمد رجليه ثم قال يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه من النعيم و السرور لجالدونا عليه بالسيوف أيام الحياة فقلت يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة و النعيم فأخطأوا الطريق المستقيم فتبسم و قال من أين لك هذا الكلام .
قال ابن بشار مررنا مع إبراهيم بن أدهم بمقبرة فتقدم إلى قبر فوضع يده عليه ثم قال رحمك الله يا فلان ثم تقدم إلى آخر فقال مثل ذلك فعل ذلك بسبعة من القبور ثم قام قائما بين تلك القبور فنادى يا فلان يا فلان بأعلى صوته لقد متم و خلفتمونا ونحن بكم سريعا لاحقون ثم بكى و غرق في فكره ثم رجع بعد ساعة فأقبل إلينا بوجهه ودموعه تنحدر كاللؤلؤ الرطب و قال إخوتي عليكم بالمبادرة و الجد و الاجتهاد سارعوا و سابقوا فإن نعلا فقدت أختها سريعة اللحاق بها .
شقيق بن إبراهيم قال بينا نحن ذات يوم عند إبراهيم بن آدهم إذ مر به رجل فقال إبراهيم أليس هذا فلان فقيل نعم فقال لرجل أدركه فقل له قال لك إبراهيم لم لم تسلم فقال له فقال والله إن أمرأتي و ضعت و ليس عندي شيء فخرجت شبه المجنون قال فرجعت إلى إبراهيم فقلت له فقال إنا لله كيف غفلنا عن صاحبنا حتى نزل به هذا الأمر وقال يا فلان إيت صاحب البستان فاستسلف منه دينارين فادخل السوق فاشتر له ما يصلحه بدينار و ادفع الدينار الآخر إليه