دراهم فى صرة ثم جئت فاستأذنت عليه فدخلت فإذا ليس فى البيت الا قطعة حصير ومطهرة فيها ماء واذا هو قاعد يعمل الخوص فسلمت فرحب بى وبش فتحدثت ساعه ثم أخرجت الصرة وقلت رحمك الله انتفع بهذه فتبسم وقال جزاك الله خيرا أنا في غنى عنها فألححت عليه فجعل يدعو ويأبى ان يأخذها فلما أكثرت عليه تنكر لي وقال حسبك الآن ليس بي إليها حاجة قال فأقبلت عليه وقلت رحمك الله إن لي عليك حقا قال وما هو رحمك الله قلت كنت أسمع دعاءك حين خرجت الى الجبان قال فاصفر وجهه حتى انكرته وساءه ما قلت له ثم خرجت من عنده .
فلما كان بعد ذلك بأيام أتيته فلما دخلت الدار جعل سكان الدار يصيحون بقيم الدار هوذا هو قد جاء فجاء إلي فتعلق بي وقال يا عدو نفسه ما صنعت بذاك الفتى الذي جئته اليوم الأول أي شيء اسمعته قلت لا تعجل حتى أخبرك بالحديث فقال إنك لما خرجت من عنده قام في الحال فأخذ حصيره ومطهرته وودعنا وخرج ولم يعد إلينا إلى الساعة لا ندري أين توجه .
575 عابد آخر .
عن مالك بن دينار قال احتبس علينا المطر بالبصرة فخرجنا يوما بعد يوم نستسقي فلم نر أثرا لإجابة فخرجت أنا وعطاء السليمى وثابت البناني ومحمد بن واسع وحبيب الفارسي وصالح المري وآخرين حتى صرنا الى المصلى بالبصرة فاستسقينا فلم نر أثرا لإجابة وانصرف الناس وبقيت أنا وثابت في المصلى فلما اظلم الليل إذا بأسود دقيق الساقين عظيم البطن عليه مئزران من صوف