لسانه سقطت حدقتاه في القدح فأخذهما فمر بهما بيده ثم قال إني لأجد فيهما دسما وما كنت أظنه بقي فيهما ثم استقبل القبلة فقال الحمد لله الذي أعطانيهما وأمتعني بهما شبابي وصحتي حتى إذا أفنيت أيامي وحضر أجلي أخذهما مني ليبدلني بهما إن شاء الله خيرا منهما فقال له يونس قد كنا تهيأنا لنعزيك فنحن الآن نهنئك فقال خيرا ودعا ثم خرجنا من عنده .
574 عابد آخر .
محمد بن عبد الرحمن عن الرجل الذي حدثه أنهم كانوا بالبصرة في شدة قحط الناس فيها وغلا سعرهم واحتبس عنهم المطر فخرجوا يستسقون وخرجت اليهود والنصارى فاعتزلت اليهود معهم التوراة واعتزلت النصارى معهم الإنجيل واعتزل المسلمون كلهم يدعون وانصرفوا يومهم ذلك .
قال فبينا أنا بعد ذلك أمشي في طريق المربد نظرت فإذا بين يدي فتى عليه أطمار تقبله النفس فهو يمشي وأنا خلفه حتى خرج إلي الجبان فدخل بعض تلك المساجد التي بالقرب من المقابر ودخلت خلفه تحول بيني وبينه أركان المسجد فصلى ركعتين ثم رفع يديه يدعو وقال في دعائه يا رب استغاث بك عبادك فلم تسقهم يا رب الآن شمتت بنا اليهود والنصارى أقسمت عليك يا رب إلا سقيتنا الساعة ولم تردني .
قال فما برح يدعو حتى جاءت السحابة ومطرنا فخرج وخرجت فى أثره لاعرف موضعه فجاء الى دار فيها أخصاص وأكواخ فيها سكان فدخل بيتا منها فعرفت موضعه فانصرفت عنه وهيأت