فجاء الى ماء فتمسح ثم صلى ركعتين خفيفتين ثم رفع طرفه الى السماء فقال سيدي الى كم ترد عبادك فيما لاينقصك أنفد ما عندك أقسمت عليك بحبك لي إلا ما سقيتنا غيثك الساعة الساعة .
فما أتم الكلام حتى تغيمت السماء وأخذتنا كأفواه القرب فما خرجنا حتى خضنا الماء فتعجبنا من الأسود فتعرضت له فقلت أما تستحي مما قلت قال وما قلت قلت قولك بحبك لي وما يدريك أنه يحبك قال تنح عن همتي يا من اشتغل عنه بنفسه أين كنت انا حين خصني بتوحيده ومعرفته أتراه بدأني بذلك إلا لمحبته لي ثم بادر يسعى فقلت ارفق بنا قال أنا مملوك على فرض من طاعة مالكي الصغير فدخل دار نحاس فلما أصبحنا أتيت النحاس فقلت له عندك غلام تبيعنيه للخدمة قال نعم عندي مائة غلام فجعل يخرج إلى واحدا بعد واحد وأنا أقول غير هذا الى أن قال ما بقي عندي أحد فلما خرجنا اذا الأسود قائم في حجرة خربة فقلت بعني هذا قال هذا غلام مشوم لا همة له إلا بالبكاء فقلت ولذلك اريده فدعاه وقال لي خذه بما شئت بعد ان تبرئني من عيوبه فاشتريته بعشرين دينارا فلما خرجنا قال يا مولاي لماذا اشتريتني قلت لنخدمك نحن قال ولم ذاك قلت أليس انت صاحبنا البارحة في المصلى قال وقد اطلعت على ذلك فجعل يمشي حتى دخل مسجدا فصلى ركعتين ثم قال إلهي وسيدي سر كان بيني وبينك أظهرته للمخلوقين أقسمت عليك إلا قبضت روحي الساعة فإذا هو ميت فبقبره نستسقي ونطلب الحوائج إلى يومنا هذا