@ 244 @ بالبقيع والسيد أسعد البلخي والشيخ أحمد الشناوي المقدم ذكرهما والشيخ إبراهيم الهندي توفي بالهند والشيخ محيي الدين المصري والملا شيخ بن الياس الكردي نزيل المدينة والملا نظام الدين السندي نزيل دمشق وجماعة لا يمكن ضبطهم وكان مشتغلا بالتدريس والتحرير ويلازم الصلوات الخمس بالجماعة في المسجد النبوي عند الشباك الشرقي من الحجرة النبوية وكان له شهامة وسخاء مفرط فربما أرسل إليه من أقاصي البلاد وأدانيها في دور السنة مقدار مائة ألف قرش فلا يبقى منها شيئا ويصرفها على الفقراء وكان له أحوال وخوارق في باب الولاية عجيبة جدا حكى عنه تلميذه الملا نظام الدين المذكور قال لما كنت في خدمته تذكرت ليلة وطني وأهلي فغلبني البكاء والنحيب ففطن بي الأستاذ فقال لي ما يبكيك فقلت قد طالت شقة النوى وزاد بي الشوق إلى الوطن والأهل وكان ذلك بعد صلاة العشاء بهنيئة فقال لي ادن مني فدنوت من السجادة التي يجلس عليها فرفعها فتراءت لي بلدتي وسكني ثم لم أشعر إلا وأنا ثمة والناس قد خرجوا من صلاة العشاء فسلمت ودخلت إلى داري واجتمعت بأهلي تلك الليلة وأقمت عندهم إلى أن صليت معهم الصبح ثم وجدت نفسي بين يدي الأستاذ انتهى ويروى عنه أحوال غير هذه وبالجملة فهو كبير الشأن سامي القدر مشهور بالولاية وكانت وفاته في سادس عشري جمادى الأولى سنة خمس عشرة بعد الألف ودفن ببقيع الغرقد وقبره ظاهر يزار ويتبرك به رحمه الله تعالى .
الملاصفي الدين بن محمد الكيلاني نزيل مكة المشرفة الشافعي الأديب الطبيب فريد عصره كان أعجوبة في الذكاء والفهم اشتغل بالطلب حتى أتقن العلوم العربية والمنطق ثم تعانى الطب حتى رأس فيه وأخذ بمكة عن عبد الرؤوف المكي عدة علوم وروى عنه كثيراً وله مؤلفات عديدة في الطب وغيره وشرح القصيدة الخمرية لابن الفارض شرحاً حسناً وجعله باسم الشريف حسن بن أبي نمي وأجازه عليه إجازة عظيمة وكان يحسن إليه وانتفع به جماعة في الطب وغيره ويحكى عنه في الطب غرائب منها أنه مر عليه بجنازة بعض الطرحاء الفقراء فدعا به وأخذ من دكان بعض العطارين شيئاً نفخه في أنف الطريح فجلس وعاش مدة فتعجب الناس من ذلك وسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال رأيت أقدامه واقفة فعلمت أنه حي ومنها أن بعض التجار كان يطعن فيه ويتكلم عليه فلما بلغه أرسل بعض