@ 245 @ الفقراء بغصن من نبات له رائحة طيبة فلما شمه التاجر انتفخ بطنه وعجز الأطباء الموجودون عن علاجه فاضطر إلى صاحب الترجمة فأرسل إليه واستعطفه فأعطاه سفوفاً من ذلك النبات فعوفي مما به ونظير ذلك ما وقع لابن البيطار المشهور أن بعض معاصريه امتحنه عند السلطان فجاء للسلطان بنبات وقال إذا طلع إليك ابن البيطار مره أن يشم من هذا المحل يتبين لك معرفته وجهله فلما طلع إليه أمره أن يشمه من المحل المعين فشمه منه فرعف لوقته رعافاً شديداً فقلبه وشمه من الجانب الآخر فسكن رعافه لوقته ثم قال للسلطان مر الذي جاء به أن يشمه من الموضع الأول فإن عرف أن فيه الفائدة الأخرى فهو طبيب وإلا فهو متشيع بما لم يعط فلما طلع أمره بشمه من الموضع فرعف رعافاً شديداً فقال له اقطعه فعجز وحار في أمره وكاد أن يهلك فأمره أن يقلبه ويشمه ففعل فانقطع رعافه فمن يومئذ زادت مكانة ابن البيطار عند السلطان ومنها أن بعض أولاد الشريف حسن أصابته علة فأمر صفي الدين أن يعمل له كوفية من العنبر ففعل له فزالت العلة وأصابت تلك العلة بعض الرعية ففعل له كوفية من ضفع البقر فعوفي فقيل له أليس علة الرجلين واحدة فقال نعم ولكن ولد الشريف نشأ على الرائحة الطيبة فلو عملت له من الضفع لزادت علته والآخر بعكسه فداوينا كلا بما يناسبه وكان يأمر من مرض أن يخرج من مكة ولوالي المنحنى لأن هواء مكة في غاية الاعتدال لكن رائحة البالوعات تفسده ولهذا بنى بيتاً بالمحصب يسكنه من به مرض وبالجملة فقد كان من أعاجيب الدنيا وكانت وفاته في سنة عشر بعد الألف .
السيد صلاح بن أحمد بن عز الدين بن الحسين بن عز الدين بن الإمام الحسن ابن الإمام عز الدين بن الحسن بن علي بن المؤيد بن جبريل بن المؤيد بن أحمد بن يحيى ابن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن الناصر بن أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب قال ابن أبي الرجال نشأ هذا السيد على الأدب والبلاغة وكان صدراً في مجالس الكبراء مقدّماً حسن التعبير مولده في خامس شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وألف بدار الإمام شرف الدين بصنعاء اليمن المسمى بدار العلف عند مسجد محمود لأنه قد كان ملكه السادة من أخواله الأمراء آل المؤيدي وله من الأشعار في كل معنى منها قوله