@ 214 @ .
سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد الله بن محمد المعروف بجمل الليالي اليمني القاضي المفتي المدرس أحد مشاهير العلماء باليمن ولد بتريم وحفظ القرآن والإرشاد والملحة وتفقه بالشيخ عبد الرحمن بن علوي بافقيه وأخذ الأصول والفقه والعربية عن الشيخ أحمد بن عمر عيديد والتصوف عن الشيخ عبد الرحمن المعروف بسقاف العيدروس ولازمه حتى تخرج به ولبس منه الخرقة وكان يحبه ويثني عليه وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس وكان جيد الفهم حسن الحفظ وانتفع به كثيرون وأخذ عنه الجمال محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي وطلب لقضاء تريم فامتنع حتى أشار عليه شيخه الشيخ عبد الرحمن سقاف بالقبول فقبل ولم يحفظ عنه هفوة في إفتاء أو قضاء وله كلام حسن الموقع وكان وسيع البال يميل إلى الخمول وبلغ من التواضع ما لا يوصف مع البشاشة والشفقة وكانت وفاته في سنة ست وسبعين وألف بمدينة تريم ودفن بمقبرة زنبل .
سنان باشا الوزير الأعظم صاحب الآثار العظيمة في البلاد من جملتها الجامع بدمشق خارج باب الجابية والحمام والسوق المتفق على حسن وضعهم ودقة صنعتهم وله مثل ذلك في كل من القطيفة وسعسع وعيون التجار وعكة مع خانات ينزلها المسافرون وله ببولاق جامع عظيم ومثله باليمن وقسطنطينية وغيرها من البلاد جوامع ومساجد ومدارس وخانات وحمامات تنوف على المائة وبالجملة فهو أكثر وزراء آل عثمان آثاراً وأعظمهم نفعاً للناس وكان وزيراً عالي القدر رفيع الهمة ولي الحكومة بمصر في زمن سلطنة السلطان سليم بن سليمان ومن غريب ما وقع له وهو حاكم بها أنه لما تعين الوزير لالا مصطفى باشا إلى فتح اليمن سار إلى مصر وتقاعس بها عن السير رجاء أن تضم له إمارة الأمراء بمصر إلى سردارية العساكر المعينة لليمن فاتفق مع بعض خواصه أن يضيف سنان باشا ويضع له السم في المشروب ثم دعاه فأجاب وكان الشيخ أدهم بن عبد الصمد العكاري المقدم طرف من أخباره في ترجمة ابن جلال من معتقدي سنان باشا وهو عنده بمنزلة مرشده ومربيه ولا يصدر في الأمور إلا عن رأيه فاستدعاه وقال له قم نذهب إلى الضيافة فقال له والله ما أنا بذاهب معك ولكن احترز أنت على نفسك فإني أخاف عليك والقوم عازمون على أن يضروك فلما قدموا إليه الإناء المسموم في ماء الشعير المحلى بالسكر لم يتناول منه شيئاً ودعا بعض الأمراء الحاضرين إلى شربه فقال له من