@ 213 @ عن النور الزيادي ورأس في الفتيا بعد وفاة شيخه الزيادي فكان معول الناس عليه وانتفع به جماعة منهم ابن أخته الشمس محمد البابلي البصير وكانت وفاته في سنة ست وعشرين وألف بالقاهرة ووصل الخبر بموته إلى دمشق في عشري جمادى الأولى منها .
سليمان باشا الوزير نائب الشام كان أميراً خور السلطان وولي منها نيابة الشاب ثم جاءته الوزارة وهو بها دخل دمشق في أواسط شهر ربيع الثاني سنة تسع وعشرين وألف وكان يتكلم بالعربية فصيحاً ويعظم العلماء ويحترمهم ووقع بينه وبين المولى عبد الله بن محمود العباسي حين كان قاضي القضاة بدمشق وكان له شدة وتهور حتى كتب له رقعة شتمه فيها فصبر عليه وعامله بالحلم وتعب الناس في الصلح بينهما ثم عزل القاضي وعزل هو بعده فولي كفالة ديار بكر ومات بها في سنة اثنتين وثلاثين وألف .
سليمان البوسنوي نزيل قسطنطينية المشهور بمذاقى أحد بلغاء شعراء الروم وأذكيائهم وكان نديم الوزير الأعظم أحمد باشا الفاضل ومن خواصه وجلسائه المتقدمين عنده ولم يزل مكيناً لديه حظياً بالتفاته يفضي إليه بسره ويأمنه على أخباره وصار كاتب ديوانه ولم يزل عند أرباب الدولة في المكانة العلية لاستعداد ذاتي فيه يقضي بتبجيله ولقربه من الوزير وكان قبل اتصاله به جاب البلاد وساح الآفاق وهو على سمة الدراويش ولديه معارف وعنده فضائل ودخل آخر أمره مصر وحاكمها أيوب باشا فقربه وأدناه وعرف مكانته فجعله كاتب ديوانه وصاحب حله وعقده وكان شديد التولع بالكيميا لا يزال يفحص عنها من كل من يجتمع به وصرف عليها أموالاً كثيرة وبسببها اجتمع بكثير من أرباب المعرفة والتقط من فوائدهم وحدثني بعض أصحابه عنه أنه اجتمع في مصر بكنعان الكرجي الذي اخترع البادزهر العملي المعروف بالكنعاني وكان ينقل عنه أنه ابتدعه جربه لأمور كثيرة مراراً وصحت تجربته ومن أفضل خواصه دفع السموم والآن قد اشتهر أمر هذا البادزهر ورغب الناس فيه وهم يتغالون في ثمنه وذكر لي هذا الناقل أن صاحب الترجمة كان يعرف كيفية عمله وكان لديه معارف كثيرة وكنت وأنا بالروم أسمع خبره وحرصت على الاجتماع به فلم يقدر لي وتوفي بعد ذلك بقسطنيطينية وكانت وفاته في سنة سبع وثمانين وألف