@ 211 @ ومحمد البهوتي الحنبلي وعبد الباقي الزرقاني المالكي ومنهم أحمد البشبيشي وغيرهم ممن لا يحصى كثرة وجميع فقهاء الشافعية بمصر في عصرنا لم يأخذوا الفقه إلا عنه وكان يقول من أراد أن يصير عالماً فليحضر درسي لأنه كان في كل سنة يختم نحو عشرة كتب في علوم عديدة يقرؤها قراءة مفيدة وكان بيته بعيداً من الجامع الأزهر بقرب باب زويلة ومع ذلك يأتي إلى الأزهر من أول ثلث الليل الأخير فيستمر يصلي إلى طلوع الفجر ثم يصلي الصبح إماماً بالناس ويجلس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس لإقراء القرآن من طريق الشاطبية والطيبة والدرة ثم يذهب إلى فسقية الجامع فيتوضأ ويصلي ويجلس للتدريس إلى قرب الظهر هذا دأبه كل يوم ولم يره أحد يصلي قاعداً مع كبر سنه وضعفه وألف تآليف نافعة منها حاشيته على شرح المنهج للقاضي زكريا في فقه الشافعي كانت بقيت في نسخته فجردها تلميذه الشيخ مطاوع وله مؤلف في القراآت الأربع الزائدة على العشر من طريق القباقبي وذكره العلامة أحمد العجمي المقدم ذكره في مشايخه الذين أخذ عنهم وأطال في ترجمته وذكره الوالد رحمه الله تعالى في رحلته فقال في وصفه شيخ القراء بالقاهرة على الإطلاق ومرجع الفقهاء بالاتفاق رافع لواء مذهب الإمام محمد بن إدريس الهمام من حظه في العلوم موفور وسعيه فيها مشكور ومعوّل عليه في منقولها ومطلع على فروعها وأصولها منهج الطلاب وقدوة أرباب الفرائض والحساب لم يغادر من قواعده كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها ولم يدع من مسائله جليلة ولا حقيرة إلا استولى عليها وحواها قد رجع علماء العصر إلى مقاله وعالهم بموائد فوائده فأصبحوا في هذا الفن من عياله ولا غرو فإنه الآن لعلماء الأزهر سلطان وكانت ولادته في سنة خمس وثمانين وتسعمائة وتوفي ليلة الأربعاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وألف وتقدم للصلاة عليه الشمس البابلي ودفن بتربة المجاورين وقيل في تاريخ وفاته | % ( شافعي العصر ولي % وله في مصر سلطان ) % | % ( في جمادى أرخوه % في نعيم الخلد سلطان ) % | والمزاحي بفتح الميم وتشديد الزاي وبعدها ألف وحاء مهملة نسبة إلى منية مزاح قرية بمصر .
سليمان بن أبي الهدى الداودي المقدسي كان قاضي الشافعية بمحكمة القدس