@ 10 @ من ربيع الثاني سنة أربع وتسعين وألف وصلى عليه ضحى يوم الثلاثاء ودفن بتربة الطويل عند والده رحمهما الله تعالى .
إبراهيم بن أبي اليمن بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد السلام بن أحمد البتروني الأصل الحلبي المولد الحنفي الفاضل الأديب المشهور صدر قطر حلب بعد أبيه اشتغل في عنفوان عمره وسلك طريق القضاء وتولى مناصب عديدة منها حماة ثم ترك وعكف على دفاتره وتشييد مفاخره وتفرغ له أبوه عما كان بيده من مدارس وجهات وبقيت في يده سوى إفناء الحنفية فإنها وجهت إلى غيره وكان حسن المحاضرة شاعراً مطبوعاً وشعره كثير الملح والنكت حسن الديباجة أنشد له البديعي في ذكرى حبيب قوله في فتح الله بن النحاس الشاعر المشهور الآتي ذكره وكان يميل إليه قال وكان فتح الله مع تفرده بالحسن ولوعاً بالتجني وسوء الظن بصيراً بأسباب العتب يبيت على سلم ويغدو على حرب كم من متيم في حبه رعى النجم فرقاً من الهجر لو رعاه زهادة لا درك ليلة القدر بخيلاً بنزر الكلام يضن حتى برد السلام شعر % ( مهلك العشاق مهلا % فيك لي منك انتقام ) % % ( بشعيرات كمسك % هن للمسك ختام ) % وله فيه أيضاً من أبيات % ( بيني وبينك مدة فإذا انقضت % كنت الجدير بأن تعزى في الورى ) % % ( رفقاً بقلب أنت فيه ساكن % إن الحياة إذا قضى لا تشترى ) % % ( فاردد على طرفي المنام لعله % يلقى خيالاً منك في سنة الكرى ) % % ( واسأل عيوناً لا تمل من البكا % عن حالتي بنبيك دمعي ما جرى ) % وقال فيه أيضاً وقد عشق مليحاً اسمه موسى فتجنى عليه % ( كل فرعون له موسى وذا % في الهوى موساك يوليك النكد ) % % ( فكما أكمدت من يهواك بالصد % مت صدا وذق طعم الكمد ) % ومن شعره قوله من قصيدة في الأمير محمد بن سيفا مطلعها % ( أربى على شجو الحمام الغرد % وشداً فبرح بالحسان الحرد ) % % ( شاد يشاد به السرور لمعشر % عمر ومجالس أنسهم بالصرخد ) % % ( في مجلس قام الصفاء به على % ساق وشمر للمسرة عن يد ) % إلى أن يقول فيها