@ 11 @ % ( ولقد شكوت له الهوى ليرق لي % فنأى عن المضنى بلقب جلمد ) % % ( وأبي سوى رقى فقلت له اتئد % إني رفيق للأمير محمد ) % وله غير ذلك من محاسن الشعر وعيونه وكانت وفاته في سنة ثلاث وخمسين وألف عن نحو أربع وسبعين سنة ودفن بجانب والده بالصالحية والببتروني بفتح الباء الموحدة وسكون التاء المثناة ثم راء وواو ونون نسبة إلى البترون بليدة بالقرب من طرابلس الشام خرج منها جماعة من العلماء وأول من دخل حلب من بيت البتروني هؤلاء عبد الرحمن جد إبراهيم هذا دخلها في سنة أربع وستين وتسعمائة وتوطنها وسنذكر من هذا البيت عدة رجال أنجبت بهم الشهباء .
الشيخ إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن يوسف بن حسين بن يوسف بن موسى الحصكفي الأصل الحلبي المولد العباسي الشافعي المعروف بابن المنلا وسيأتي والده أحمد شارح مغني اللبيب وأخوه محمد فقد أفرد في ظل أبيه وأخذ عنه العلوم وتخرج عليه في الأدب وأخذ عن البدر محمود البيلوني وعن الشيخ عمر العرضي وكتب إليه جدي القاضي محب الدين بالإجازة من دمشق في سنة خمس وتسعين وتسعمائة وحج بعد الألف ورجع إلى حلب وانعزل عن الناس ولزم المطالعة والكتابة والتلاوة للقرآن كثيراً وكان صافي السريرة لا تعهد له زلة ونطم الدرر والغرر في فقه الحنفية من بحر الرجز ودل على ملكته الراسخة فإن العادة فيما ينظم أن يكون مختصراً وبالجملة فإنه كان يغلب على طبعه الأدب وكان له حسن محاضرة وله شعر قليل منقح منه قوله % ( ولما انطوت بالقرب شقة بيننا % وغابت وشاة دوننا وعيون ) % % ( بسطت لها والوجد يعبث بالحشا % شجون حديث والحديث شجون ) % الحديث شجون مثل من أمثال العرب وأصله ذو شجون أي ذو طرق والواحد شجن بسكون الجيم وقد نظم أبو بكر القهستاني هذا المثل ومثلاً آخر في بيت واحد وأحسن ما شاء وهو قوله % ( تذكر نجداً والحديث شجون % فجن اشتياقاً والجنون فنون ) % | ولابن المنلا من قصيدة قرظ بها شعراً ليوسف بن عمران الحلبي الشاعر المشهور % ( أطرسك هذا أم لجين مذهب % ونظمك أم خمر لهمى مذهب ) % % ( وتلك سطور أم عقود جواهر % وزهر سماء أم هو الروض مخصب ) % % ( وتلك معان أم غوان تروق % للعيون وباللحن المسامع تطرب ) %