@ 9 @ % ( فجملة القول أني مذنب وجل % وأنت غوث لمن ضاقت به السبل ) % % ( صلى عليك إلهي دائماً أبداً % ما إن تعاقبت الضحواء والأصل ) % % ( وآلك الغر والصحب الكرام كذا % مسلماً والسلام الطيب الحفل ) % وكانت وفاته وهو راجع من الحج سنة إحدى وأربعين وألف ودفن بالقرب من عقبة أيلة بطريق الركب المصري وفي هذه السنة توفي الحافظ الكبير أبو العباس أحمد المقري المالكي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى وقال فيهما المصطفى ابن محب الدين الدمشقي يرثيهما شعر % ( مضى المقري أثر اللقاني لاحقاً % أمامان ما للدهر بعدهما خلف ) % % ( فبدر الدجى أجرى على الخد دمعة % فأثر ذاك الدمع ما فيه من كلف ) % واللقاني بفتح اللام ثم قاف وألف ونون نسبته إلى لقانة قرية من قرى مصر وأيلة بفتح الهمزة وسكون المثناة من تحت ولام وهاء وهي كانت مدينة صغيرة وكان بها زرع يسير وهي مدينة اليهود الذين جعل منهم القردة والخنازير وعلى ساحل بحر القلزم وهي في زماننا برج وبها وال من مصر وليس بها مزدرع وكان لها قلعة في البحر فأبطلت ونقل الوالي إلى البرج في الساحل كذا في تقويم البلد إن للملك المؤيد اسماعيل صاحب حماه .
إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل الدنابي العوفي نسبته إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الدمشقي الصالحي الأصل المصري المولد والوفاة كان من أعيان الأفاضل له اليد الطولى في الفرائض والحساب مع التبحر في الفقه وغيره من العلوم الدينية وهو حنبلي المذهب نشأ بمصر وأخذ الفقه عن العلامة منصور البهوتي والحديث عن جمع من شيوخ الأزهر وأجازه غالب شيوخه وألف مؤلفات منها شرح على منتهى الارادات في فقه مذهبه في مجلدات ومناسك الحج في مجلدين ورسائل كثيرة في الفرائض والحساب وكان لطيف المذاكرة حسن المحاضرة قوي الفكرة واسع العقل وكان فيه رياسة وحشمة موفورة ومروءة وكان من محاسن مصرفي كمال أدواته وعلومه مع الكرم المفرط والإحسان إلى أهل العلم والمترددين إليه وكان حسن الخلق والأخلاق وكان يرجع إليه في المشكلات الدنيوية لكثرة تدبره في الأمور ومنازلته لها وبالجملة فإنه كان حسنة من حسنات الزمان وكانت ولادته بالقاهرة في سنة ثلاثين وألف وتوفي بها فجأة ظهر يوم الاثنين رابع عشر