@ 194 @ شارح الجامع الصغير الآتي ذكره إن شاء الله تعالى وكان زين العابدين هذا عالماً متعبداً ورعاً خاشعاً نشأ | في حجر والده وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وعدة متون وهو ابن عشر منها الزبد لابن أرسلان والتحفة الوردية في النحو وكتاب الإرشاد في النحو للسعد التفتازاني وغيرها وعرضها على مشايخ عصره كالشمس محمد الرملي ثم بعد وفاة الرملي انتقل إلى الشهاب أحمد الشربيني الخطيب والشيخ حراز الغمري واشتغل بعلم العربية على الشيخ عبد الكريم البولاقي وبالأصول على الشمس محمد المأموني وألتى برمق وعرب زاده قاضي مصر وأخذ التفسير والحديث والجفر والمواليد والحساب والهندسة عن العلامة علي بن غانم المقدسي والحديث عن الحافظين أبي النحا سالم السنهوري والشهاب أحمد المتبولي وعن القاضي بدر الدين القرافي المالكي وأجازه كل منهم بمروياته ثم سلك طريق التصوف فأخذ طريق الخلوتية عن جماعة منهم الشيخ صالح محمد تركي الخلوتي وشيخ الطريق أحمد العجمي والشيخ خطر الخواطري العجمي والشيخ عبد الله الرومي والشيخ محمد اليوناني والشيخ محرم الرومي وغيرهم ثم لازم الخلوة واشتغل حتى صار لا يرى إلا مصليا أو ذاكرا ويقوم الليل كله حتى ظهرت عليه خوارق وأحوال كثيرة وانتفع به على صغر سنه جماعة وكان من اللين وسعة الصدر والاحتمال على جانب عظيم وكان يرى النبي & وهو جالس في ورده وكان في ابتداء أمره أرسله والده لمصلحة وهو مراهق فمر بابن العظمة الآتي ذكره وهو لا يعرفه فناداه يا زين العابدين فتقدم إليه فوضع في فيه قلب خس وقال اذهب فقد خصصناك وكانت الأرواح تألفه والأولياء تعرفه ويدخلون عليه ليلا في محله من خلال الشبابيك ويجلسون معه ويخبرونه بأمور لا تتخلف من جملتهم الشيخ شاه ولي العجمي كان يدخل عليه كثيرا من الشباك ويتعشى معه واجتمع بالقطب مرارا وكان في ابداء أمره يرى أنوارا ويسمع كلاما وأخبارا فتارة يرى كنور القمر وتارة كنور الشمس وتارة فتائل وقناديل ورؤس شمع موقودة به تسقط عليه ويرى منامات عالية المقدار ومن خوارقه أن الإمام الشافعي كان يخاطبه من قبره وكان في بعض الأحيان يخرج يده من القبر ويضع له في يده شيئا قال وما زرته يوما إلا ورأيت عند قبته نهرين على أحدهما حمامة بيضاء وعلى الآخر حمامة خضراء وكان يرى جده الشرف يحيى المناوي وهو جالس في قبره وعليه ثياب سود وهو