@ 193 @ زين العابدين بن أبي الجود الحنفي الدمشقي كان في ابتداء أمره ممن جد واجتهد في التحصيل حتى برع وقرأ الكثير وضبط أكثر تخرجه بالشيخ محمد بن على الحرفوشي الحريري وكان يصاحبه ويطارحه كثيرا وجمع كتبا كثيرة وكان له رواية واسعة في أخبار السلف وما جرياتهم لكن ربما نسب في بعضها إلى الكذب وغلب عليه في آخر عمره الكيف حتى استغرق وربما كان يمر في طريق من الطرقات فيغلب عليه نعاس الكيف فينام وهو قائم على قدميه فلا يفيق إلا بعد زمان طويل وكان كثير من السراق يترقبون نعسته وهو في مكان منفرد فيأخذون شيئاً من ملبسه وكان فيه تساهل في أمر الدين وسمعت من لفظه مرارا وقد ذكر له صديق كان يألفه وكان من أهل الأهواء ثم سئل عن سبب الاتحاد بينهما فقال لم يكن ثمة علة إلا الإلحاد وبالجملة فإنه كان ابن وقته يتصرف في مجلسه كيف شاء وعمر ونادم أعيان الفضلاء والكبراء وصلح حاله آخراً بعض الصلاح وكانت وفاته في أوائل سنة خمس وثمانين وألف عن اثنتين وسبعين سنة ودفن بمقبرة باب الفراديس .
زين العابدين بن زكريا بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مفرج الغزي العامري الدمشقي الفقيه الفرضي الشافعي وقد تقدم تمام نسبه في ترجمة عمه أبي الطيب وكان زين العابدين هذا من فضلاء وقته وله التفوق في علمي الفرائض والحساب أخذ عن عمه النجم الغزي وعن غيره وكان عمه المذكور مع تبحره في العلوم ومكانته التي ظهرت فيها كثيرا لمراجعة له فيما يتعلق بالفرائض ولما مات والد زكريا كان إماماً بالجامع الأموي فوجهت إليه وهي الآن باقية في أولاده وكان للناس فيه اعتقاد وهو محله لما كان فيه من الصلاح واجتناب ما لا يعنيه واعتنائه بأمور الشريعة وبالجملة فهؤلاء بيت مبارك وكلهم صلحاء أتقياء وهذا من وجوههم وكانت ولادته في سنة ثمان عشرة بعد الألف وتوفي في خامس رجب سنة اثنتين وستين وألف ودفن بمقبرة أجداده بني الغزي في تربة الشيخ أرسلان رحمه الله تعالى .
زين العابدين بن عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين بن يحيى ابن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي العارف بالله تعالى الاستاذ الكبير ولد الإمام الكبير المناوي