@ 178 @ في أيامه الرعايا وعمر عمائر مستحسنة من جملتها سبيل وحنفية بمكة وفي تاريخه يقول القاضي تاج الدين المالكي | % ( لله تأسيس نما خيره % وفاز بالتطهير من أمّ له ) % | % ( به سبيل وحنيفية % وسلسسبيل فارتشف سلسله ) % | % ( له نبا في الفيض مهما روى % حديثه أروى بما سلسله ) % | % ( سالت عطاياه لجيناً فمن % رام نداه نال ما أمّله ) % | % ( وحيث لم يكتف سؤاله % فلا يكف البذل أن أرسله ) % | % ( لأنّ من أسس بنيانه % غيث الورى في السنة الممحلة ) % | % ( من نفسه يوم عطاه ترى % أن وهب الدنيا فقد قلله ) % | % ( توجّه الله بتاج زها % بجوهر المجد الذي كلله ) % | % ( والله من وافر إحسانه % أجرى له الأجر الذي أجزله ) % | % ( فإن تسل عن ضبط تاريخه % فخذ جواباً يوضح المسئله ) % | % ( أسسه سلطان أم القرى % زيد يدوم والعز والسعد له ) % | وفي أيامه وقع بمكة سيل مرتين مرة في ليلة الأربعاء لثلاث عشرة بقين من شوال سنة خمس وخمسين وألف وخرب دوراً وأبنية ودخل المسجد الحرام وعلا على عتبة باب الكعبة مقدار ذراع وأتلف ما في قبة الفراشين من المصاحف والرباع والكتب وامتلأ المسجد بالتراب والقمامات فتصدى الشريف زيد ونادى على العامة بتنظيف المسجد وحضر بنفسه وساعده شيخ الحرم الأمير مصطفى صاحب جدة وبذل من ماله مالاً جزيلاً واستمر العمل فيه إلى النصف من ذي القعدة فتم تنظيفه من سائر جهاته ومرة في يوم السبت بعد الظهر سابع شعبان سنة أربع وسبعين وكان حصل مطر شديد وسالت أودية مكة وأخذ السيل جملة من الأبنية والعشش والدور وزاد الماء في الرفعة والعلو وكلما مر على حيوان أو عشة حمله واقتلع ما مر عليه من خيمة أو مكان ولما وصل باب أجياد تمانع هو وسيل أجياد في السير فغلب سيل أجياد ودخل من سائر الأبواب فامتلأ صحن المسجد واستمر المطر نحو ثلاثين درجة وبلغ قفل الكعبة وأتلف ما في خلوة الفراشين وما في الخلاوي القريبة من المسجد من المصاحف والكتب وامتلأ المسجد من التراب والقمامات وأتلف أموالاً كثيرة في ا لبيوت القريبة من المجرى وخرب دوراً كثيرة وغرق