@ 487 @ الجمعان انخذل بعض العسكر وجاء إلى جانب السردار وثبت بعضهم للقتال فتقدم بمن معه عليهم فهزمهم ولما بلغ عبد الله هزيمة أعوانه تحصن في حصن صنعاء ووصل السردار وحط بحمراء علب قرب صنعاء فأرسل إلى الأمراء ووانسهم فطلبوا الأمان فأرسل لهم بالأمان فخرجوا إلى حمراء علب وتقدموا إليه فما وسع الأمير عبد الله إلا النزول إليه فلما وصل شاهد السردار أشقياء العسكر يتزايدون ويتناقضون في الكلام فحسم مواد الفتن بقطع رأسه وخمدت نيران الفتنة وذلك في أوائل شعبان سنة اثنتين وعشرين وألف ووصل الوزير جعفر إلى صنعاء وكان نزوله في البستان قبال باب السبي وهو أحد أبواب صنعاء في اليوم الرابع والعشرين من الشهر وصام شهر رمضان في قصر صنعاء وتتبع من كان سبباً للفتن وساعد الأمير عبد الله فقطع دابرهم وعفا عن بعضهم وكان الإمام القاسم قد اغتنم الفرصة مدة هذه الفتنة فبسط يده على أكثر بلاد القبلة والمغارب وتقوت شوكته فجمع الوزير جعفر جيشاً وعين كتخداه حيدر سرداراً عليهم فتوجه فظفر بالسيد الحسن بن القاسم في عرة الأشمور فقبض عليه وأرسله إلى الوزير ثم كانت الحرب بعد ذلك سجالاً وفي آخر الأمر حصل الحرب الأكيد فقتل من الجانبين عالم كثير في أماكن متعددة وبينت عن قتل السيد علي بن القاسم فكان سبباً لإطفاء نيران الحرب من الطرفين وفي خلال ذلك وصلت الأخبار بأن ولاية اليمن قد توجهت إلى الوزير حاجي محمد باشا فاختار الصلح لاشتغالهما بأنفسهما فانعقد الصلح بين الوزير جعفر وبين الإمام القاسم بأن لكل منهما ما تحت يده من البلاد والخيار لمحمد باشا بعد وصوله إلى صنعاء في تمام الصلح وعدمه وخرج الوزير جعفر من صنعاء متوجهاً إلى الأبواب السلطانية يوم تاسع عشري شعبان سنة خمس وعشرين وألف وكان أول دولته حرب ونصر وأوسطها سلم وراحة وآخرها حرب وفتنة ومحنة وحقد انتهى وقد ذكر تتمة خبره من هنا النجم الغزي في ذيله فقال دخل دمشق منفصلاً عن اليمن يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وألف وكان دخل مصر وأقام بها مدة قال واجتمعت به في الميدان الأخضر فوجدته من أفراد الدهر ينطق باللفظ العربي الفصيح وهو عالم متمكن في العربية والتفسير إمام في علم الكلام ومعرفة مذاهب الفرق ويحسن الرد عليهم بالأدلة العقلية عارف بالخلاف بين المذاهب شديد التعصب على المعتزلة والروافض