@ 486 @ فاستحسن مصالحة الإمام فصالحه يوم الإثنين حادي عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وألف على جهات معلومة وهي بلاد الأهتوم وبلاد عدو والقصمات ووادعة وبلاد برض وشرط الإمام خروج أولاده ومكالفه وأصحابه من حصن كوكبان فأطلقهم الوزير المذكور وأحسن إليهم إلى ولده السيد محمد وتوجهت العساكر على عبد الرحيم فأسره وأرسله إلى العتبة السلطانية في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وألف وواجهه أخوه الأمير أحمد والأمير محمد فأكرمهما بصنجقين وسلطانيين وفتح بلاد حجة والشرف وبلاده وحصونه وفتح بلاد نبوه وصاب وشرع في نظام البلاد وسار سيرة مرضية فوصلت الأخبار إلى اليمن أنها توجهت إلى ضابط الجند الوزير إبراهيم فخرج الوزير جعفر قاصداً إلى الأبواب في حادي عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وألف ووصل الوزير إبراهيم إلى بندر الصليف في سلخ صفر وخرج إلى البر غرة شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين فطلع من اليمن متوجهاً إلى صنعاء فمال إليه الأمير عبد الله كتخدا الوزير جعفر وانضم إليه ولم يرع لولي نعمته حرمة ولا راقب فيه ذمة فعين الوزير إبراهيم معه عسكراً جراراً وعينه عليهم وعلى من بصنعا من العساكر أمره بالتقدم قبله إلى صنعاء فتقدم ونهض الوزير إبراهيم إليها فوصل إلى زمار وهو مريض ثم نهض منها فلما وصل إلى منقذة وهي على مرحلة من زمارٍ مات وفي سبب موته أقاويل وذلك يوم الإثنين خامس عشري جمادى الأولى من السنة وقد كان الوزير جعفر وصل إلى زبيد واستقر بها لأجل تكميل مهمات يحتاج إليها في الطريق فوصلت إليه الأخبار بموت خلفه فرجع قاصداً صنعاء لما أرسل إليه أعيان البلاد المجتمعون في مدينة زمار خارجاً عمن كان مع الأمير عبد الله لأنه كان وزير السلطان وأولى الناس بالولاية لأجل الحفظ حتى يرى السلطان في ذلك برأيه فلما بلغ الأمير عبد الله رجوع الوزير جعفر ضاقت نفسه لجراءته وأحاطت به الأوهام فاجتمع الذين أساؤوا إليه من الأمراء والجند فتشاجروا وتحاوروا على الخلاف وكان الأمير عبد الله يعدهم ويمنيهم بالذي يوافق أهويتهم فساعده بقية العسكر وكان فيهم من ينكر فعلهم وأظهر الاستقلال بالأمر الأمير عبد الله ولما وصل الوزير جعفر إلى زمار أرسل إليه كتاباً بالصفح والعفو فتعذر بالعسكر الذين نصبوه كرهاً وحذره من الوصول فلما ترددت الرسل ما زاد هو ومن معه إلا عدواناً فعين الوزير كتخداه الأمير حيدر سرداراً على العسكر وأرسلهم فلما تراآى