@ 488 @ والزيدية لا يمل من البحث ولا يفتر عنه حاذق الفكرة جيد الذكاء ثم سافر من دمشق هو وقاضي قضاة مصر السيد محمد الشريف في يوم السبت حادي عشر أو ثاني عشر رجب ثم عاد من الروم إلى الشام في أواخر سنة سبع وعشرين وألف متولياً نيابة مصر قال واجتمعت به فرأيته على حالته لم يتغير عنها ثم سافر إلى مصر وعزل عنها وتوفي بها مطعوناً في سنة ثمان وعشرين وألف انتهى ووجدت في تاريخ البكري الذي ألفه في الخلفاء والسلاطين وذيله بنواب مصر وقضاتها عند ذكر جعفر باشا أنه كانت توليته لمصر في نهار الأربعاء تاسع ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وعزل يوم الأحد ثالث عشري شعبان من هذه السنة فكانت مدة استيلائه خمسة أشهر وأربعة عشر يوماً قال وكان من أجلاء العلماء له اليد الطولى في غالب العلوم خصوصاً التفسير ووقع في زمنه الفناء العظيم فكل من مات في زمنه وله ولد أعطى علوفته لولده أو أبيه فإن لم يكن له ولد ولا أب أعطى ذلك لأقاربه مع البشاشة وكان ابتداء الفناء في أواخر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وانتهاؤه في أواخر جمادى الآخرة من السنة المذكورة وكان غالب من يموت فيه عمره ما بين الخمسة عشر سنة إلى خمس وعشرين سنة وحصر من توفي مضبوطاً من الحوانيت يوماً بيوم فكان من ابتدائه إلى انتهائه مائة ألف وخمساً وثلاثين ألفاً هذا ما أخرج من الحوانيت وما عدا ذلك فهو كثير وتوفي جعفر باشا في آخره انتهى قلت وقد ولي الشام في جيلنا سميه الوزير جعفر باشا في سنة اثنتين وستين وألف ووقع في زمنه طاعون بالشام لم يعهد مثله في الكثرة وبلغ عدد الجنائز بدمشق يوماً بيوم ألفاً وينوف واستمر ستة أشهر وإنما ذكرت ذلك لمناسبة اسم هذين الوزيرين مع أن ترجمة هذا الثاني مما يتعين لكني لم أظفر بخبر وفاته فلهذا ذكرته بهذه المناسبة واكتفيت بذلك عن ترجمته .
الشيخ جلال بن أدهم بن عبد الصمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أدهم وليس هو إبراهيم بن أدهم السلطان الولي المشهور وإن كان نسب جلال متصلاً به لكن لم أقف على تتمة نسبه وأصل آبائه من التركمان وسكنوا مدينة عكار وكان لهم بها أملاك دارة ومريدون وزاوية ورد منهم عبد الصمد إلى دمشق قبل الأربعين وتسعمائة وتوطنها وكان معه حكم سلطاني بإفتاء الحنفية بدمشق وتدريس التقوية فنفذ حكمه قاضي القضاة ولي الدين بن الفرفور وصيره مفتياً ومدرساً بالمدرسة