@ 450 @ معه السيد مبارك بن ناصر ثم اشتد البلاء بالسرقة ليلاً ونهاراً وكسرت البيوت والدكاكين وترك الناس صلاة العشاء والفجر بالمسجد خوف القتل أو الطعن وصار العبيد لا يأتون إلا ثمانية أو عشرة وانقلب ليل الناس نهار وكثرت القتلى في الرعية حتى ضبطت القتلى في شهر رمضان فبلغت تسعة أشخاص فضجت الناس من هذه الأحوال فأرسل الشريف سعيد إلى الأبواب السلطانية ترجمانه يذكر فساد مكة وأنها خربت وأرسل يطب عسكراً لإصلاحها وكانت الناس في هذه المدة يتوسلون إلى الله تعالى أن يصلح الأمور فاستجاب الله دعاءهم فاقتضى نظر السلطان وأركان دولته أنه لا يصلح هذا الخلل إلا الشريف أحمد بن زيد فأعطى الشرافة في قصة ذكرنا هنا في ترجمته والشريف سعيد وعمه عمرو ينتظران الجواب فلما كان سابع عشر ذي القعدة سنة خمس وتسعين ركب الشريف سعيد إلى أحمد باشا صاحب جدة وكان بالأبطح بستان الوزير عثمان بن حميدان واستمر عنده إلى جانب يسير من الليل ثم ركب وقصد ثنية الحجون ذاهباً إلى السيد غالب بن زامل وكان نازلاً بذي طوى فلما جاوز الحجون إذا هو برجل على ذلول فاستخبره من أي العرب فقال من بني صخر فقال له الشريف سعيد أمعك كتاب من يحيى بن بركات فقال لا وكان الشريف يحيى ذهب لملاقاة الحاج الشامي فأمر بضربه وهدد بالقتل فأقره بأنه رسول من الشريف أحمد بن زيد إلى السيد أحمد بن غالب وأنه قد جاء متولياً مكة ولحق الحاج الشامي في العلاء ثم ذهب ليلة الثلاثاء تاسع عشري الشهر المذكو إلى بيت عمه السيد عمرو واستدعى السيد غالب بن زامل والسيد ناصر بن أحمد الحرث وعبد الله بن هاشم وتشاوروا في إظهار هذا الأمر كيف يكون فاتفق الأمر على أن يرسلوا إلى السيد مساعد بن الشريف سعد ابن زيد فأرسلوا إليه السيد عبد الله بن هاشم وتشاوروا في إظهار هذا الأمر كيف يكون فاتفق الأمر على أن يرسلوا إلى السيد مساعد بن الشريف سعد ابن زيد فأرسلوا إليه السيد عبد الله بن هاشم وأتى به فلما دخل بيت السيد عمرو ورأى الجماعة مجتمعين جلس معهم فقال له الشريف سعيد يا سيد مساعد لم أرسل إليك في هذا الوقت إلا قصدي أودعك أهلي فإن عمك الشريف أحمد تولى مكة وأنك تقوم مقامه حتى يصل وأرسل الشريف سعيد إلى أغاوات العسكر الذين معه وقال لهم إن الأمر للسيد أحمد بن زيد فاخدموا سيدكم وخرج الشريف سعيد تلك الليلة إلى الوادي وأقام به حتى سافر الحاج المصري من مكة فذهب معه إلى مصر وهو الآن مقيم بها