@ 449 @ وأنه حصل منه ومن جماعته الفساد في البلاد وأرسلوا له السيد غالب بن زامل ليحضر فيظهر ممن الخلاف فامتنع من الحضور في بيت الشريف سعيد وقال إن كان القصد الاجتماع ففي المسجد وإن كان لكم دعوى فأوكل وكيلاً يسمع ما تدعون به علي فأرسلوا له من جهة كتابة العسكر وما بعده فأجاب بأن هذه قواعد بيننا قد سلفت أن لصاحب الربع أن يكتب عسكراً وأما قولكم إنه قد حصل من جماعتي أو عسكري مفسدة فأطلقوا منادياً ينادي معاشر الناس كافة هل أحد منكم يشتكي من أحمد ابن غالب أو من جماعته أو من عسكره شيئاً أو أخذوا حق أحد ظلماً أو ضربوا أحداً فإن وجدتم مشتكياً صح ما قاله الشريف سعيد وإلا فلا وجه له ولكم وأما قولكم إنا تركنا العرضة معه فخفنا أن يقع شيء فينسب إلينا أو إلى جماعتنا كل هذا وجميع الأشراف اجتمعوا على قلب واحد وخيولهم مسرجة ودروعهم على أظهرهم وملؤا أجياداً إلى العقد وتحركت الأنفة الهاشمية التي تأبى الضيم ولما سمعوا جواب السيد أحمد بن غالب علموا أنه لا وجه له عليه فسعوا في الصلح بينهما وكتب بينهما بذلك حجة وطلبوا من ابن غالب أن يأتي إلى الشريف سعيد فأتاه ليلة ثم أتاه الشريف سعيد ليلة أخرى وتم الصلح وحصل من الشريف سعيد في ذلك الموسم أنه أمر منادياً ينادي في البلاد بإخراج الأغراب من مكة من جميع الطوائف فحصل للناس مزيد تعب فتكلم العسكر معه في ذلك فرجع فلما رأى أحمد باشا حاكم جدة اختلال حاله تسطى على ربع الحب الجراية التي ترد إلى مكة وأراد الاستيلاء عليه فبلغ ذلك الأشراف فلما كان يوم الجمعة ثاني عشر المحرم افتتاح سنة خمس وتسعين أراد النزول إلى جدة فحشكت عليه الأشراف بعد أن كلموه في ذلك فامتنع وتحزبوا جميعاً وقالوا لا ينزل حتى يعطينا ما هو لنا ولا يبقى لنا عنده شيء وكان ذلك بعد أن قدم أهله وأثقاله إلى خارج مكة قاصدين جدة فصار حينئذ أحير من ضب واجتمعوا كلهم ببيت السيد محمد بن حمود وأرسلوا إليه السيد ثقبة فقال له إن نزلت قبل أن تصلح الأشراف يأخذوا جميع أسبابك التي تقدمتك وينهبوا حرمك ويقتلوك فأذعن حينئذ بوفائهم فقالوا لا نرضى بذلك حتى يكفل لنا فكفله كورد أحمد أغا وجميع رؤساء العسكر وكتب بذلك حجة وأنه إن حصل منه منع لبعض حقوقهم يكن عاصي الشرع والسلطان ثم خرج من مكة بعد العصر كالهارب وطلب منهم شريفاً يوصله إلى جدة خوفاً من العرب أن يطمعوا فيه ففعلوا ذلك وأرسلوا