@ 451 @ .
الشيخ بركات الملقب زين الدين المعروف بابن الجمل الدمشقي الشافعي الإمام العالم الصالح المعتقد كان حافظ لكلام الله تعالى عارفا بالفقه والفرائض والعربية كثير التحري في العبادة فقيرا صابرا قانعا متواضعا عابدا زاهدا لا يغتاب ولا يسمع الغيبة لزم الشهاب بن البدر الغزي وأخذ عنه القراآت والفرائض والحساب وتفقه بالشرف يونس العيثاوي وكتب الكثير مع ضعف بصره وانتفع به خلق في القرآن وغيره من العلوم وكان إمام المسجد المعروف بالمغيربية لصيق الدرويشية وبالجملة فإنه كان من القوم الأخيار وكانت وفاته ليلة الجمعة ثالث صفر سنة تسع عشرة بعد الألف صلى المغرب وصعد إلى بيته بالمكتب عند الشادبكية درجتين أو ثلاثة فقط ميتا ووجد فيه طاعون وصلى عليه بالسيبائية ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من مقابر بني قاضي عجلون قريبا من ضريح سيدي بلال الحبشي إلى جهة الغرب عن نحو ستين سنة رحمه الله تعالى .
الأمير برويز بن عبد الله الأمير الكبير أحد أعيان كبراء دمشق وأصحاب الرأي والتدبير وكان أميراً جليل القدر علي الهمة نافذا القول محترما يترددا إليه نواب الشام وقضاتها ويصدرون عن رأيه وهو في الأصل من أرقاء علي حلبي دفتري الشام سابقا الذي كان يسكن بمحلة القيمرية فتنقل في مراتب الأخيار حتى صار أمير الأمراء وتقاعد وعمر مسجدا بالقرب من داره بمحلة القيمرية ويعرف الآن به ورتب له إماما ومؤذنا وأجزاء بالجملة فقد كان من أصحاب المروآت والوجاهة والمآثر الفائقة ولم يسمع عنه زلة وبلغ من العمر نحو تسعين سنة أو قارب المائة وقتل في محاربة علي بن جانبولاذ وقد ذهب إلى الصالحية وزار بعض زيارتها ثم ذهب إلى العراد وكانت الواقعة ثاني يوم ذهابه فوجد مقتولا ودفنت جثته هناك وكان ذلك في سنة خمس عشرة وألف رحمه الله تعالى .
الشيخ بستان الرومي الواعظ البورسوي الحنفي نزيل دمشق وشيخ مدرسة المرحوم أحمد باشا المعروف بشمسي وكان عليه الوعظ فوق الكرسي الرخام في مقابلة مزار حضرة النبي يحيى عليه السلام وكذا خطابة السليمية بالصالحية وكان عالما عاملا صالحا طارحا للتكلف وللناس فيه إعتقاد عظيم خصوصا الأتراك يحضرون مجلس وعظه ويتهافتون على فوائده وكانت عمدته في إملائه على عبارة القاضي البيضاوي والإمام البغوي وكان يحط على المتكبرين ويحاكيهم في أفعالهم