@ 438 @ سلطانياً كما ذكرنا فلم يتمكن من تنفيذه درأ لملفسدة وكان لا يحج مع زيد غالباً كل سنة من أولاده إلا حسن ومحمد يحيى وكان محمد يحيى بالمدينة فطلبه للحج في عام موته فامتنع لأمر يريده الله فلما بلغ زيدا قال إنك لا تهدي من أحببت وكان سعد في نحو الشرق فجاء في ذلك العام وتقرب من والده وحج معه وكان من أمر الله تعالى ما كان واستمرّ الناس منتظرين خبر ورود الأمر السلطاني نحو ستة أشهر إلى أن وصل رسول السلطان بالخلعة له من غير شريك ودخلوا بها على معتادهم وقرىء المرسوم بالحرم واستقر له الأمر وجلس للتهنئة وجاءه السيد حمود وأتباعه من الأشراف طائعين مظهرين له الوداد والصداقة وكان حمود في هذه المدة يطلب منه ما يريد فيجيبه إلى طلبه ثم حصل بينهما تنافر فخرج حمود يوم الأربعاء ثامن ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأقام بالجوخى وكان كثيراً ما ينشد في خروجه بيتاً للسيد قتادة المستشهد به في واقعة له % ( مصارع آل المصطفى عدت مثلما % بدأت ولكن صرت بين الأقارب ) % | ولم تزل الرسل تسعى بينهما فلم يتفقا على حال وتوجه حمود إلى وادي مرو وأقام بمن معه من الأشراف وأتباعهم وسعد لم يستخفه الطيش وتوجه بعضهم إلى طريق جدة فوجدوا القوافل فنهبوها وفيها أموال عظيمة للحجاج والتجار والعسكر فقطعت السبل وارتفعت الأسعار ولما قدم الحاج المصري إلى مكة وأميره الأمير أوزبك ركب حمود ومن معه من الأشراف إليه ودخل عليه ومعه أحمد الحرث وبشير ابن سليمان فأنهوا إليه حالهم وعدم الوفاء من سعد فيما التزمه لهم من معاليمهم وقالوا إننا لا ندع أحداً يحج إلا أن نأخذ ما هو لنا وكان قدر مائة ألف أشرفي فالتزم لهم أن ينفذ الشريف نصفها قبل الصعود فقبلوا التزامه وخلوا سبيله ومن معه فلما دخل الأمير مكة خرج الشريف سعد على المعتاد إلى المختلع فلبس الخلعة ثم كلمه الأمير فيما التزمه لحمود ومن معه فقبل وسلم خادم حمود الخمسين ألفا قبل الصعود ثم لما كان يوم الإثنين عشري ذي الحجة وصل حمود إلى مكة ومعه السيد عبد المعين بن ناصر بن عبد المنعم بن حسن والسيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن والسيد بشير بن سليمان بن موسى بن بركات بن أبي نمي والسيد مبارك ونافع ابنا ناصر ابن عبد المنعم في جمع من الأشراف والقواد للصلح بين سعد وحمود وترددت الرسل بينهما وألزموهما بالحضور إلى القاضي فجاء حمود وحضر الأمراء ووجوه أركان