@ 437 @ المبارزين حالتئذ وكان بمكة إذ ذاك عماد أمير جدة وشيخ الحرم فردوا الأمر إليه فأخضر خلعة عنده والرسل تسعى من الشريف سعد إليه فاتفق الرأي أن يلبس الخلعة الشريف سعد فلبسها في بيته وكان مجلس عماد في دكة عند باب رباط الداودية فبعد أن أخذت الخلعة قيل له أن ابن زيد محمد يحيى هو ولي العهد لأن والده أخرج له مرسوماً سلطانياً بذلك فقال لمن أخذ الخلعة قولوا للشريف سعد بشرط أنك قائم مقام أخيك فبعد أن ذهبوا بالخلعة ومشوا بها قليلاً دخل المسجد من باب بني سهم المسمى بباب العمرة جماعة من الأشراف منهم السيد محمد بن أحمد بن عبد الله ومبارك بن فضل بن مسعود وعبد الله بن أحمد ومحمد بن أحمد بن حراز في نحو عشرة أشخاص فوقفوا على عماد فقال لهم نحن ألبسنا الشريف سعد بشرط أنه قائم مقام أخيه فقال له السيد مبارك نحن حمود شيخنا وكبيرنا ولا نرضى إلا به وكان عند عماد راجح بن قايتباي من جانب الشريف سعد فوقع بينهما كلام طويل ثم ذهب الأشراف والخيل إلى حمود فخرج عليهم متعمماً بعمامة زرقاء فجلس لحظة ثم قام للنزول إلى تجهيز الشريف زيد ومعه نحو ثلاثة من بني عمه فلما كان في الدرج أقبل عليه السيد أحمد بن محمد الحرث فوقف له حمود وقال له لا قطع الله هذه الزائلة فأجابه بقوله إذا جاءتك الرجال كن زيره فرده ورجع معه ولم يذهب إلى ما كان قصده ثم جهز الشريف زيد وأخرج إلى المسجد بعد صلاة الظهر وخرج في جنازته من الأشراف ولده حسن وآخر من بني عمه ولم يخرج أحد من العسكر والاتباع لاشتغالهم بما هم فيه وطلع معه العامة والعلماء والفقهاء وجلس الشريف سعد للتهنئة بالملك ودعا مشايخ العرب وأصحاب الإدراك وألزم كلا بجهته ثم في اليوم الثالث من موت الشريف زيد وقع الاتفاق بين سعد وحمود على قدر معلوم من المعلوم وعينت جهاته وكان يوماً عظيماً عند الناس وحصل بذلك الأمن وأمر الشريف سعد بالزينة ثلاثة أيام وكتب محضراً وعليه خطوط الأعيان وأرسله مع أحد توابع أبيه إلى مصر فأرسله وزير مصر إلى السلطان وكذلك كتب السيد حمود محضراً ليس عليه إلا خطوط الأشراف وارسله مع رجل مصري يقال له الشيخ عيسى فقدر الله أنه مات عقب دخوله مصر بيومين وكان ذلك لسعد سعد فوجدوا العرض في تركته ولم يصل إلى مقصده وكذلك السيد محمد يحيى بن الشريف زيد أرسل محضراً من المدينة وعليه خطوط أعيانها وقد كان والده أخرج له مرسوماً