@ 439 @ الدولة وعماد وأكابر العسكر فأرسل سعد خادمه بلالاً وكيلاً عنه في الخصومة والدعوى فاغتاظ حمود من ذلك وأراد الفتك به في المجلس فذهب مسرعاً فزعاً فأرسل عوضه أخاه محمد يحيى وكيلاً وادعى على حمود بما أخذه في طريق جده من الأموال فلم يثبت عليه ثم طلب حمود أن يتوجه إلى مصر ويرفع أمره إلى السلطان فأذنوا له واتفق الحال على ذلك ثم لما توجه الحاج الشامي وسائر الحجاج توجه معهم حتى وصل إلى بدر فتخلف وأقام بها مدة ثم دخلت سنة ثمان وسبعين توجه من بدر إلى ينبع في صفر وأرسل ولده أبا القاسم وأحمد بن الحرث وولده محمداً ومعهما غالب بن زامل بن عبد الله بن حسن وجماعة من ذوي عنقاء السيد بشير ابن محمد وظافر بن واضح ومحمد بن عنقاء وولده وأرسل معهم هدية إلى وزير مصر عمر باشا نحو ستة أفراس منهم البغيلة والكحيلة والهدباء فساروا إلى أن بلغوا الحوراء المنزلة المعروفة في طريق الحج فلاقاهم قاصداً إبراهيم باشا المتولي بعد صرف عمر باشا بمكاتيب متضمنة للأمر بالإصلاح والاتفاق فرجع غالب صحبة القاصد إلى مكة لينظر ما يتم عليه الحال فأقاموا بالحوراء بما معهم نحو خمسة عشر يوماً ينتظرون فلم يصل إليهم خبر فساروا إلى مصر فدخلوها ليلة المولد وقدموا ما معهم من المقاود والمكاتيب لإبراهيم باشا فأكرمهم وزاد في تعظيمهم واستمر كذلك إلى جمادى الآخرة ولم يرجع القاصد من مكة إلى مصر وأشيع بها أن الأشراف قتلوه فأشار على الوزير بعض أكابر الدولة بمصر أن يقبض على السيد أبي القاسم ابن حمود والسيد محمد بن أحمد الحرث فأمر بنقلهما من محلهما الأول بقايتباي إلى بيت الأمير يوسف وفي هذه المدة طلب محمد يحيى من أخيه سعد أن يجعل له محصول ربع البلاد وينادي له بها فامتنع من ذلك فغضب الشريف أحمد بن زيد وكان بالشرق فجاء إلى مكة مسرعاً فلحق أخاه سعداً قبل أن يتوجه وتوجه محمد يحيى ولحق بحمود واتفق معه وأقاما يعاندان القضاء وأقام سعد وأخوه أحمد معين له ولما لم يحصل الاتفاق بين سعد وحمود بعد وصول القاصد للإصلاح أرسل سعد إلى وزير مصر يعرفه بما جرى ليعرضه على السلطان وكذلك أرسل حمود قاصداً أيضاً برز يوم عشري ربيع الأول الشريف سعد إلى الجوخي في موكب عظيم بمن معه من الأشراف والعساكر وأقام هنالك ينتظر وصول الأخبار فلما وصلت الأخبار إلى وزير مصر أمر بتجهيز خمسمائة من العسكر أمر عليها الأمير يوسف