@ 436 @ أو لم يدر مع سعة اطلاعه أن البيت برمته لأبي الطيب في قصيدته التي أولها | % ( أنا منك بين فضائل ومكارم % ومن ارتياحك في غمام دائم ) % | وقد أطلنا الكلام حسبما اقتضاه المقام وبالجملة ففضل صاحب الترجمة غير خفي بل هو أجلى من الجلي وكانت ولادته في سنة ثلاث وثلاثين وألف وتوفي في سنة أربع وتسعين وألف بحلب رحمه الله تعالى .
الشيخ بركات بن تقي الدين المعروف بابن الكيال الدمشقي الشافعي خطيب الصابونية كان شيخاً صالحاً قارئاً مجوداً حسن السمت والاعتقاد يحب الطيب ويكثر التطبب أخذ القراآت عن شيخ القراء بدمشق الشهاب الطيبي وولده وكان يقرأ القرآن قراءة حسنة وولي خطابة الصابونية بعد ابن عمه ولي الدين وناب في إمامة الجامع الأموي عن ابن الطيبي المذكور ولازم المحيا بالجامع الأموي وجامع البزوري بمحلة قبر عاتكة خارج دمشق في زمن شيخ المحيا عبد القادر بن سوار وكان يقرأ العشر المعتاد من سورة الأحزاب في المحيا وكان بيته بالقرب من الجامع قريباً من بيت منجك وأكثر أوقاته يقيم بالجامع في الحجرة الصغيرة التي كانت بيد شيخه الطيبي ثم ولده عند باب جبرون من جهة القبلة وكانت وفاته في سنة ثمان عشرة بعد الألف ودفن بمقبرة باب الصغير قلت وابن عمه ولي الدين المذكور هو والد جدة أبي لامة وله أوقاف دارة وأنا الآن صاحب نصيب وافر من خيرها وأبو شمس الدين مثله صاحب إدرارات وكلا الوقفين نصف نظارتهما علي جزاهم الله عني خيراً وبالله الاستعانة .
الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم بن بركات بن أبي نمي بن بركات الشريف الحسني صاحب مكة وبلاد الحجاز ونجد وكان من أمره لما توفي الشريف زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن وقام بالأمر بعده الشريف سعد بعد أن وقعت بمكة رجة عظيمة فيمن يتولى بين الشريف سعد والشريف حمود بن عبد الله وقام كل منهما وجمع الجموع وتحصنوا بالبيوت والمنائر وانضم الأشراف إلى الشريف حمود ولم يبق مع الشريف سعد إلا مبارك بن محمد الحرث وراجح بن قايتباي وعبد المطلب ابن محمد ومضر بن المرتضى والسيد حسين بن يحيى وفارس بن بركات ومحمد بن أحمد ابن علي وهو الذي كان مع المنادي لأن من قواعد الأشراف أنه إذا أولى أحدهم الإمارة مشى شريف منهم مع المنادى ليحميه ممن يتطرق إليه من الأشراف