@ 434 @ .
الامير موسى بن محمد الشهير بابن تركمان حسن الدمشقى الشجاع الباسل المشهور أمير الحاج وصاحب الوقعة المشهورة مع الامير محمد بن رشيد أمير بلاد حوران نشأ فى طليعة عمره ريان الهزة من ماء الشباب مقتد حازناد العزمة موريا برواء الاتراب وكان ممن أجرى جواد همته فى ميدان الشجاعه فحاز قصب السبق فى الفروسية والبراعه ثم تنقلت به مناصب الجند بالشام حتى صار باش جاويش وحج مرتين متتابعتين ثم صار كتخدا العسكر وأمر بالسفر الى محاصرة فنديه فى سنة سبع وستين وألف ووقع له ثمة مع بعض الشجعان من الفرنج منازلة كانت الغلبة فيها له فاشتهر بالفروسية وعلا صيته وقدم الى دمشق وأقام بها مدة ثم وجهت اليه الامارة ببلاد عجلون فاستقام بها أميرا سنين وأحسن العشرة مع أهلها فعمرت فى زمنه وانتظم أمرها وكان له مع عرب البوادى حسن ملاءمة ومعاشرة ولهم اليه انجذاب وانعطاف وتوغل فى الميل اليهم حتى صار لا ينطق الا بلسانهم ولا يتزيا الا بزيهم ثم وجهت اليه امارة الحاج وحج بالركب الشامى سنتين متتابعتين ووقع فى ثانيتهما قصة ابن رشيد ونهبه للحاج فى المكان المعروف بالصافى والحاج راجع وظفرت العرب بأشياء كثيرة من مجلوبات مكة وقتل جماعة من الحاج وبقيت فى قلب الامير موسى حرارة من ابن رشيد فانه كان فيما يقال يواخيه وبينهما سابق عهود محفوظة فلما وصل الى دمشق استأذن من جانب الدولة بالركوب عليه ومحاربته فأعطى الاذن فجمع جماعة من دمشق والقدس ونابلس وهذه الدائرة وخرج اليه وتقابلا فى مكان قريب الزرقاء ووقع بينهما حزب عظيم ودخل الامير موسى فى المعمعة وهو يكتنى على دأب العرب ويحث عسكره على القتال وقد قتل جماعة من العرب فاتفق أنه صادفه بعض الاوباش فطعنه برمح أرداه فوقع ميتا عن جواده وكان حمد بن رشيد قريبا من موضع مقتله فلما رآه قد سقط بادر اليه يظن أن الطعن لم يرده فلما رآه قد مات علم ان عسكره لا تقوم لهم بدونه قائمة واذا هم كما ظن قد ولوا هاربين فأمر بالكف عنهم واشتغل بأمر الامير موسى وعظم مصابه به وأخذ يندبه ويبكيه وحكى عنه أنه كان يقول ان حزن موسى لا يذهب منى أبدا وقتل من جماعته اخوان وهرب بنوه وبقية اخوته وجماعته وكان قتله فى سنة احدى وثمانين وألف وبقى ابن رشيد بعده مدة والطلب واقع عليه فلم يظفر به ثم ساقته المقادير الى أجله برحلة وقعت له الى نواحى بغداد نزل فيها عند