@ 433 @ عسكرها بغاية الملام وأوجعوه بغليظ الكلام ظنا من جهلائهم انه عليهم وما كان ناويا الا سوق الخير اليهم فلما حضر الى أمير الامراء بدمشق قال له قد جئت على قدر يا موسى فجرد سيف عزمك لعله يذهب البوسى فقال ان ابن جانبولاذ يطلب أن تعطى حوران لعمر والبدوى من عرب المفارجة والبقاع العزيزى لمنصور بن الفريخ وان يؤذن لكيوان بالدخول الى الشام والعود كما كان ويكتب عرض بأن ابن جانبولاذ لم يدخل الى أرض الشام وان فخر الدين بن معن يؤدى ما عليه من مال السلطان وبلاده موصوفة بالامان فعقد أمير الامراء ديوانا لهذه المطالب فاتفقوا على أن حواران لعمرو ولكن فى السنة القابلة وأما البقاع فان اعطاءه لمنصور غير معقول لكونه عند الرعايا غير مقبول وأما كيوان فانه يرجع وعليه الامان وانه يكتب عرض بما أراد من عدم دخوله وبتعديل ابن معن ثم وقع فى ثانى يوم اباء من الشيخ محمد بن سعد الدين لما صمم عليه أولا فرجع الامير موسى الى ابن جانبولاذ بغير المراد فعزم ابن جانبولاذ على قصد دمشق وهرب الامير موسى اليها واخبر انه ترك ابن جانبولاذ على قصد دمشق ثم ان ابن جانبولاذ جاء الى البقاع وخيم بها وانحاز اليه الامير يونس بن حسين بن الحرفوش ابن عم الامير موسى ومن معه من أولاد عمه وقصدوا بعلبك فنهبوها وفرقوا أهلها ووقع من ابن جانبولاذ بعد ذلك ما وقع من قصته التى ذكرتها فى ترجمته وحوصرت الشام وصولح ابن جانبولاذ على المال وصولح ابن معن على أن تكون بعلبك والبقاع للامير يونس فلما رجع ابن جانبولاذ وعشيره خرج الامير موسى الى القيروانية وجمع عشيرا كبيرا لقتال ابن عمه واخراجه من بعلبك ثم صرف العشير ورجع الى دمشق مريضا فمات يوم الجمعة سابع وعشرى صفر سنة ست عشرة بعد الالف ودفن فى مقبرة الفراديس بالقبة المعروفة ببنى الحرفوش .
موسى بن محمد حجازى الواعظ الشيخ الفاضل العالم المتفنن فى العلوم ولد بمصر وبها نشأ وأخذ عن الشمس الشوبرى والشيخ سلطان المزاحى والشمس البابلى ولازم أبا النور على الشبراملسى السنين العديدة ولم يفارقه فى غالب دروسه وكان من أجلاء طلبته وكان يجله ويحبه محبة شديدة وكانت وفاته فى شهر ربيع الثانى سنة سبع وألف وصلى عليه اماما بالناس شيخه الشبراملسى المذكور وحزن عليه كثيرا وصلى عليه بالازهر ودفن على والده بتربتهم المعروفة بالمدابغ العتق