@ 402 @ وأخذ جميع بلادك و فهرك فى كلام آخر يعلم من الجواب الذى ورد من ملك النصارى الانكروس وهذا صورته | من سلطان الملة المسيحية وقهرمان السلطنة النصرانية الذى هو ملك ملوكهم وصولته قد أحاطت بأربعة اطراف عالمهم واستولى على جميع المجار وما عداهم قد استقر فى ملكه خمسة آلاف مدينة وحصن حصين وجلس على تخت نوشروان وقيصر وصلصال وصار لجملة أمة عيسى سلطان السلاطين أنهى اليك أيها الوزير الاعظم والسردار الاكرم بناء على المحبة دعاء لائقا وثناء فائقا وقد ورد من طرفك على يد سردار عسكرنا ما يقاس رسالة فحين وصولها جمعنا وكلاءنا وامراءنا ورهباننا وقرئت الرسالة بمحضرهم وفهم مضمونها فقولك فيها ان السلطان مراد الغازى القديم لما مضى الى رحمة الله الجواد الكريم ولى ابنه الذى فتح قسطنطينية وهو السلطان محمد فصرف فى سبيل الغزاء بسمة العطية للغزاة ألف حمل ذهب وان سلطنتكم اليوم أعظم شأنا وأزيد مملكة وأعوانا مما كانت عليه فى زمنه فهذا السلطان محمد الذى ذكرته كان سلطانا عاقلا عادلا وملكا لا نجد له بين الملوك معادلا قد نال ما ناله بعدالته وظفره الله تعالى بما أراده بعنايته وأما أنتم فلم تقفوا فى كتب التاريخ ان قلعة قسطنطينية يأخذها منا سلطان مسمى بمحمد وأيضا نحن نأخذها من سلطان اسمه محمد وقد ظهر الان ذلك حد الظهور وتأكذ حيث أخذنا منكم ثمانى عشرة قلعة وما عدا ذلك فحكام البغدان والافلاق والاردل جاؤا الى خدمتنا واختاروا الانحياز الى عبوديتنا وقولك انا نرفع يدنا عن المجار لانهم هم السبب فى هذه الفتنة فهذا الكلام بعيد عن الافهام وهل هو الا أمر ينزع تاجنا عن رأسنا فان التاج لهم وأما قولك ويكون ذلك مدار الصلح والصلاح فهل طلبنا منكم الصلاح والصلح نحن لا نطلب الصلح ولا نترجاه ولا يخطر على بالنا بعد الفساد الذى شاهدناه وأما نقض العهد فمن ابتدأ به سيلقى غبه ويتجرع منه مالا يسيغه اذا كلف شربه قد راعينا فيما سلف العادة القديمة ورعينا الذمة المستقيمة فأرسلنا هديتنا المعتادة الى قريب قومران فخرج حاكم بوديم جلالى باشا واغار على بلادنا وأنزل بها الهوان فهل يليق هذا التعدى الذى ما وقع فى عصره من العصور ثم بعد ذلك وقع لرسلنا من الاهانة والحبس ما استدللنا به على النصرة لطرفنا فان الله غيور وقوله ان سلاطينكم أصحاب مال وعسكر كثيرة فنحن نعرف هذا المقدار ولكن