@ 403 @ كسر العسكر الكثير وهلاك من نقض العهد عادة أزلية لذى الجلال القهار والحاصل ان كان المراد الصلح فيكون لنا من البلاد من حدنا الآن الى حد أسكوب والا فلنا معك سوق حرب يقام فيها المتاع المجلوب ثم لم يزل الوزير صاحب الترجمة مقيما ببلغراد والناس فى قلق واضطراب وفى كل يوم يحدث خبر مذهل لاولى الالباب ونصب أهل الممالك العداوة وذهبوا كل مذهب فى انه من أهل الغباوة والشقاوة ولهجوا بالدعاء عليه وفوقوا سهام ذمهم اليه حيث كان السبب فى انتهاك حرمة الاسلام وامتهانه بتغلب الكفرة الفجرة اللئام ولهم فئة بسبب ذلك أقاويل كثيرة وكلما مزرية شعيرة من أخفها أن أمر الدولة كان غنيا عن هذه المحاربه وان كان يمكن الانتصاف من الكفرة وهو الاقرب بنوع من المطالبه وانما الطمع أداه الى هذه الافعال فكان عاقبة أمره الوبال والنكال وحكى لى بعض المقربين اليه وهو من المهرة فى علم النجوم والرمل أنه استشاره فى أمر هذا السفر فأشار عليه بتركه وأجمل فى العبار قال فقال لى ان السلطان سليمان وصل الى بج ولم يفتحها فاذا فتحت على يدى كان لى شأن عظيم لم ينله ملك عظيم فقلت الآن أبين لك ما ظهر من تحرير أمر هذا السفر وهو انى لما حررته بان لى فيه نحوسة وكان قبيل ذلك بمدة ظهر نجم له ذنب بقى ليالى وكان ذنبه الى جهة قسطنطينية فان أرباب التنجيم قائلون بان جهة الذنب من نجم يظهر جهة نحوسة قال فقال لى كنت أظنك ناصحا صدوقا فالآن تبين لى منك خلاف ذلك فلا تخاطبنى بعدها فى خصوص هذا السفر بشئ ودع عنك اشباه هذا الكلام فلا تجريه على لسانك مرة أخرى قال فعلمت ان غرور الدولة استحكم فيه وانه مدل بعجبه الى خطر عظيم من غير شك ينافيه وما زال الوزير فى قلق واضطرب مترقبا لما يظهر فى حقه من طرف السلطنة من الجزاء والعقاب فبرز الامر السلطانى بقتله وتدميره جزاء له على ما جناه من سوء تدبيره فقتل فى المحرم من سنة ألف وخمس وتسعين عليه رحمة المولى المعين .
مصطفى بن على بن نعمان الضمدى اليمنى عالم شهد بفضله العالم وسلم له كل مناضل وسالم محله فى الفضل معروف لا ينكر وقدره فى العلم معرفة لا ينكر ملأ صيته كل موطن وقفر فغنى به حضر وحدا به سفر الى أدب ما ميط عن مثله نقاب ولا نسقت بمثل فرائده قلائد رقاب ولد بوادى ضمد من أعمال سببه وحفظ