@ 39 @ الى أن حج بالناس سنة أربعين وألف ثم فى المحرم سنة احدى وأربعين خلع نفسه من الولاية وولى ولده محمد وأشرك معه زيد بن محسن كما أسلفنا وتوجه الى عبادة ربه الى أن توفى ليلة الجمعة عاشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة فكانت مدة ولايته تسعة اشهر وثلاثة أيام .
عبد الله بن حسين بن محمد بن على بن أحمد بن عبد الله بن محمد الشهير بمولى عيديد يعرف كسلفه ببافقيه صاحب مدينة كنور أحد علماء الاسلام الكبار ذكره الشلى وقال ولد بتريم وحفظ القرآن على الفقيه المعلم محمد با عائشه وحفظ الجزرية وقرأها عليه وحفظ بعد الارشاد والملحة والقطر وعرضها على مشايخه وتفقه بوالده حسين وأخد عدة علوم عن الشيخ أبى بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين منها الحديث والعربية واكثر العلوم الادبية وأخذ الفقه عن الشيخ عبد الرحمن بن علوى بافقيه ومن مشايخه عبد الرحمن السقاف ابن محمد العيدروس والقاضى أحمد بن حسين والقاضى أحمد بن عمر عيديد والشيخ أحمد بن عمر البيتى والشلى الكبير وأخذ التصوف عن أكثر مشايخه المذكورين ولبس الحرقة من غير واحد وجد فى الطلب واعتنى بعلوم الادب حتى شهر أمره وبعد صيته ثم دخل الهند واجتمع فى رحلته هذه بكثير من أرباب الفضل والحال ثم قصد مدينة كنور وأخذ بها عن السيد الكبير ابن محمد بن عمر بافقيه وغيره وحصل له قبول تام عند صاحبها الوزير عبد لوهاب وكان صاحب الترجمة اذ ذاك شابا فرغب فى صهارته وزوجه بابنته وأعطاه دست الوزارة فنصب نفسه للتدريس والاقراء ونفع العالمين فشاع ذكره شرقا وغربا وكان لا يقاوم فى المناظرة وألف تآليف عديدة منها شرح الاجرومية وشرح الملحة ومختصرها وشرح مختصره وله رسائل بديعة وكان فى صناعة النظم والنثر حاز قصب السباق وله قصائد غريبة قال الشلى ورأيت له رسائل وأنا صغير أتى فيها بما لم يسبق الى مثله كان أرسلها الى سيدى الوالد ولم يتفق لى الى الآن الوقوف على شئ من مؤلفاته ولا قصائده ولم يقدر لى الله الاجتماع به فى رحلتى الى الهند وكان من علو همته لا يسمع بشئ الا أحب أن يقف على أصله ومادته ويتطلب أربابه من سائر الآفاق حتى أحكم على الرمل والهيئة والاسماء والاوفاق واجتهد فى علم الكيميا غاية الاجتهاد ويقال انه ناله وكان مع ذلك كله ذا قدم راسخة فى الصلاح والتقوى والدين مقبلا على الطاعة وله خلق