@ 38 @ الولاية وحفظ القرآن والارشاد والملحة وطلب من صباه واعتنى اعتناء لم يشاكاه فيه مثله وأخذ أولا عن والده ولبس منه الخرقة ولازمه الى أن مات وتفقه على الفقيه فضل بن عبد الله بن فضل بن سالم والقاضى أحمد بن خبل وأخذ عن شيخ الزمان أبى بكر بن عبد الرحمن علم الحديث والتفسير والعربية والمعانى والبيان وألقت اليه أقرانه مقاليد التسليم وأخذ علم الطريقة والتصوف عن الجلة منهم الشيخ زين العابدين وكان يحبه ويثنى عليه وزوجه بابنته ومن مشايخه شهاب الدين القاضى أحمد بن حسين وشيخ السادة الشيخ عبد الرحمن السقاف وارتحل لزيارة الحد الاعلى أحمد بن عيسى وأخذ عن السيد الكبير أحمد بن محمد الحبشى ومشايخه كثير وانتفع به خلق قال الشلى وصحبته زمانا طويلا واستفدت منه وكان بينه وبين الوالد مودة شديدة وكان هو وشيخنا عمر بن حسين رفيقين فى الطلب وكانا فرسى رهان الا أن صاحب الترجمة يفوق فى الحفظ والاتقان وكان يخرج بأصحابه النجباء الى محله الشهير بالشبير بضم الشين مصغرا ويجرى فيما بينهم مفاكهات وكان ممن جمع له الحفظ والفهم وكان حسن الشعر والنثر اماما فى العلوم الشرعية عالما بالعربية وفنون الادب وكان من أعرف الناس بعلم الانساب والحساب والفرائض حافظا للسير والامثال يستشهد بها فى محاضراته وكان يتبع أحوال كل اقليم ويسأل عن مراتبهم وأحوالهم كثير الفحص عن فضائلهم وله اعتناء بمطالعة الكتب وابراز خفياتها وهو مع ذلك سالك طريق القوم متمسك بالسبب الاقوى من الزهد والعبادة وشاع ذكره وقصدته الناس واتفق أهل عصره على انه لم يغضب على مخلوق ولم يتكلم على احد بما يكره وانه ما سئل شيئا فقال لا وبالجملة فقد شهد له أهل زمانه بأنه لم ير مثله وكانت وفاته فى سنة ثلاث وخمسين وألف وعمره احدى وخمسون سنه .
الشريف عبد الله بن الحسن بن أبى نمى صاحب مكة كان سيداً جليلا عظيما صالحا ولى مكة بعد ابن أخيه الشريف مسعود وهو اكبر آل أبى نمى بالاتفاق من الاشراف وأمراء السلطان وكان قد تخلف عن الجنازة لذلك بعد ان امتنع من القبول فألزموه بذلك حقناً لدماء العالم وما زالوا به حتى رضى وحصل بولايته الامن والامان وكان الاجتماع لذلك فى السبيل المنسوب لمحمد بن مزهر كاتب السر الكائن فى جهة الصفا المعروف علوه فى زماننا بسكن الشيخ على الايوبى واستمر