@ 36 @ قبوله فالله يبقيه ما لمع بارق وانجز وعد صادق | وهذا آخرها والانصاف انها من امتن الانشاء وأجوده وله اخرى لا تقصر عنها أوردتها فى كتابى النفحة واشعاره ومنشآته بالعربية والتركية كثيرة وكلها جيدة مرغوبة وكان لما سافر الوزير أحمد باشا الفاضل الى سعر ايوار جعله قاضيا ينظر الاحكام فى العساكر فتوجه معه وأعطى قضاء سيروز على وجه التأبيد ثم بعد فتح ايوار وجه اليه قضاء الشام فدخلها نهار الثلاثاء ثانى عشر جمادى الاولى سنة خمس وسبعين وألف وقيل فى تاريخ توليته أزال الله وحشتنا بأنسى وكان قدومه عند أهل الادب موسما عظيما وتباشر الفضلاء بذلك وسروا وشرع الشعراء يردون عليه بالمدائح العظيمة وممن مدحه الامير المنجكى بقصيدته المشهورة التى مطلعها % ( غريب وانى فى العشيرة من أهلى % أرى الخصب ممنوع الجوانب من محل ) % | ثم فى ثالث يوم من وصوله مرض واستمر مريضا ستة أيام ثم توفى عصر نهار الثلاثاء تاسع عشر الشهر المذكور وصلى عليه ثانى يوم من وفاته فى الجامع الاموى فى مشهد حافل ودفن فى الحديقة قبالة جامع السنانية وكثر الاسف عليه .
عبد الله بن أبى بكر صائم الدهر اليمنى السيد الولى العارف بالله تعالى كان على قدم كامل من العبادة والصيام والقيام وسلامة الصدر ولين الجانب توفى فى شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وألف ودفن بتربة أبيه بالمرتفع من أعمال بيت الفقيه ابن حشيبر وكانت وفاة أبيه سنة ألف ووفاة أخيه الولى الشهير أبى القاسم بن أبى بكر سنة سبع عشرة وألف وكان ذا صيام وقيام وعلم وعمل وأخلاق رضية وتصرفات فى الولاية ظاهرة بالجملة فشهرتهم كلهم تغنى عن التصريح بحالهم .
عبد الله بن أبى القاسم بن محمد بن أبى القاسم بن أحمد بن أبى القاسم بن يحيى ابن ابراهيم بن محمد بن عمر بن على بن أبى بكر بن على الاهدل كان سيدا كامل المعرفة بالعلوم من الفقه والحديث والتفسير والنحو والمنطق وله الحكم العجيبة فتحا من الله تعالى والقدم الراسخ فى العبادة ذكره السيد أبو بكر بن أبى القاسم فى نفحة المندل فقال فقيه أديب فطن لبيب حسن المحاضرة جيد المذاكرة وله همة علية فى تحصيل فنون العلم وخطه فى نهاية الحسن وكذا تجليده الكتب ويحسن غير ذلك من الصناعات كالصياغة لجودة فهمه وحدة ذكائه وله نقد صائب فى الشعر بحيث يعرف جيده من رديه وشعره جيد وكان مسكنه المنيرة وكانت