@ 285 @ جدا بحيث صار إماما في الحساب مطلقا بأنواعه وفي علوم الوقت على اختلاف أوضاعه رأسا في الفرائض عالما بالفقه مبرزا في النحو وغيره من علوم الأدب متقدما في الأصول بحرا في المعقول والمنقول محققا ورعا عالما عاملا حسن الخلق لين الجانب ولم يقتصر في الأخذ عنه بل أخذ عن جماعة كالشمسين القلقشندي والبرماوي والحسام حسن بن علي الخطيبي الأبيوردي قدم عليهم القدس سنة أربع عشرة ، وحج وارتحل إلى القاهرة وغيرها وأخذ عن البرهان البيجوري والجلال البلقيني وشيخنا والولي العراقي وخصه بمزيد الملازمة في الفقه وغيره وهو السبب في إكمال شرحه للبهجة حسبما كان الولي يخبر به ، وسمع الحديث على ابن العلاء ببلده كما تقدم وعلى الشرف بن الكويك وغيره بالقاهرة ، وتجرع الفقر حتى أنه أول ما قدم القاهرة كان فيما بلغني يبيع البطيخ المحزور ليلا على باب جامع الأزهر بالفلس ونحوه فلما بلغ الولي ذلك شق عليه واستقر به في تعليم أولاد ولده تاج الدين ليرتفق بالغداء معهم وبماله من جامكية وحينئذ قرأ عليه الشر ف المناوي مصنفا لابن الهائم ي الحساب وذلك سنة عشرين وكذا قرأ عليه غيره من جماعة الولي ، ورجع إلى بلده فأقام به وصار أحد أركان العلم هنا وتصدى لنشر العلم فانتفع به جماعة كابن حسان وابن أبي شريف والبقاعي ولم يكن ناظرا إلى الدنيابل توجهه للعلم وله تصانيف عديدة وأوضاع مفيدة منها توضيح لبهجة الحاوي في مجلدين بل وشرحها شرحا مطولا كتب منه إلى صلاة الجمعة أسفارا ونظم أدلتها وشرح التنبيه ومصنفات شيخه ابن الهائم وكتب على ألفية شيخه البرماوي في الأصول توضيحا حسنا مفيدا واختصر ألغاز الأسنوي وطبقات الشافعية إلى غير ذلك من المجاميع المفيدة كل ذلك مع الجماعة وتقلله وطرحه للتكلف ومداومة الخلوة للكتابة والتصنيف بحيث كتب بخطه سوى تصانيفه أشياء ، وله نظم قليل متوسط ولم ينفك عن ذلك حتى مات بعد ظهر يوم الثلاثاء عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه بعد صلاة العصر عند المحراب الكبير بالمسجد الأقصى تقدم الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله ثم دفن بمقبرة الساهرة رحمه الله وإيانا ومن نظمه كما نقلته من خطه مما قاله بمكة بعد دخوله البيت المعظم : % ( طوباى طوباى في سعين وفي سفري % وقد دخلت لبيت الله مولاي ) % ) % ( حاشاى حاشاى من خزى ومن ندم % ومن عذابي في موتي ومحياي ) % % ( من بعد وعد إلهي بالأمان لمن % يدخل إلى البيت يا بشراي بشراي ) %