@ 38 @ وكذا صحب الزاهد بل هو أحد من أوصى على بنيه وجامعه وكان إماما علامة مفتيا فصيحا مفوها عالي الهمة كثير التواضع طارحا للتكلف شهما أبي النفس كريما مع تقلله بحيث أنه كان أحيانا ربما يحتلم فيدلي نفسه بحبل في البئر لعدم تيسر ما يدخل به الحمام ولم يكن باسمه من الوظائف سوى التصوف بالمؤيدية بتنزيل الواقف وبيده مرتب يسير في الجوالي وبعض رزق . ووصفه البقاعي حيث روى عن العز السنباطي عنه شيئا بالعلامة النادرة المحقق وتصدى لنفع الطلبة مدة وحكى أنه قرأ التوضيح أكثر من سبعين مرة وابن المصنف ما ينيف على الثلاثين وكتب عليه حاشية يقال أنها كانت عند الشهاب المسطيهي بل أقرأ العضد في صباه في حياة شيخيه قرأ عليه بعض طلبتها وهو الزين الأشمومي المتوفي سنة اثنتين وعشرين وممن قرأ عليه شيخنا ابن خضر والجمال بن هشام ولازمه حتى مات وبه انتفع والوروري والمناوي والعبادي والطوخي والشمس النوشي وابن المرخم والعز السنباطي وحكى لي كثيرا من ترجمته وابن قمر وأنشدني له مما نظمه على لسانه للجلال البلقيني % ( يقبل الأرض داع لا يفنده % عن الدعاء لكم شيء فيقعده ) % % ( والعبد يسأل مولانا وسيدنا % قاضي القضاة غياث المرء يقصده ) % % ( بحر العلوم الذي لا ينتهي أبدا % وكل بحر له بر يحدده ) % ) % ( جلال دين الهدى وهو الجلال له % مؤيد الحق والمولى مؤيده ) % % ( نجل الإمام الذي شاعت إمامته % حتى ارتضاها اعاديه وحسده ) % % ( ان امر وحامل القرآن احفظ منهاج الفروع الذي يحيي مشيده ) % % ( وغيره في علوم جل موقعها % تهدي الفتى ولعلم الشرع ترشده ) % % ( فالعبد يسألكم شيئا يقربه % من اشتغال فإن الفقر يبعده ) % % ( أنهيتها شاكرا ثم الصلاة على % خير الأنام وحسبي الله أحمده ) % وكذا أنشدني مما امتدحه شيخه البرهان به فقال : % ( الشمس من قمر تكون عجيبا % ورأيت منك من الخصال غريبا ) % % ( إن كان من فقه فأنت إمامه % أو كان من نحو فأنت أريبا ) % % ( أو كان غيرهما فأنت مهذب % هذبت كل مقالة تهذيبا ) % وبلغني أن من نظمه قوله :