@ 205 @ الأموال مما رأى أنه غير مناف للاعتدال فإنه كان في إمرته ينكر على الظاهر خشقدم ارتشاءه من قضاة مصر في توليته ويقول متى يجتمع له من هؤلاء المساكين ما يوصل لغرض التمكين مع الإشلاء عليه والابتلاء بما يلصق به من النقص ويضاف إليه : أنا أعرف من أحمل منه جزيل المال الحادث والقديم بدون تأثيم ، وكان كذلك إلى أن اجتمع له ما يفوق الحصر والبيان من بني الأمراء والأعيان والمباشرين والخوندات والخدام والدهاقين وغيرها من الجهات الغنية عن التنبيهات بحيث أنفق على المماليك السلطانية العوائد الملوكية على المجردين لسوار بالتسليم والاختبار بل تكرر إنفاق الأموال الجزيلة في التجاريد المهولة غير مرة إلى أن أزيلت تلك المحنة والمعرة وقتل أسوأ قتلة وانقضت تلك المهلة وكذا جهز عدة تجاريد منها غير مرة لصاحب الروم حسبما بسطته في أماكنه في أماكنه مما هو مقرر معلوم . ورأى بعض الفضلاء في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام وهو يقول له : بشره يعني بالانتصار وعلمه دعاء الكرب الآتي في الآثار وجهز طوائف إلى البحيرة وغيرها مما قل خلو وقت عنها مع اشتغاله بعمل الجسور واحتفاه بما هو غاية في الظهور ولم يحاب في التعرض خليفة ولا أميرا ولا مدرسه ولا مشيرا ولا صاحبا ولا مجانبا ولا فقيها ولا وجيها ولا صالحا ولا طالحا ولا غنيا ولا فقيرا ، بل توسع في جلب الأموال وتوجع لنفسه من ) .
العاقبة والمآل مع تصريحه بالاعتذار وتلميحه بما يقتضي الإنكار وتكرر دعاؤه على نفسه بالموت وأظهر تبرمه مما هو فيه بالفوت وربما برز ليفوز بالفرار بل صرح بخلع نفسه في بعض المرار ثم يعاد بالتلطف والتسييد لأنه الأوحد الفريد وقد أبطل مكس قتيا واحتفل بما يعيه وعيا وأزال كثيرا من الفساق وأطال الجري في ميدان السباق وقال على سبيل التحدث بالنعمة حظى أتم ممن يفر مني لقطع الخدمة لزعمه مزيد الكلف وضعف الهمة فإنهم لم يمض عليهم إلا اليسير ويفجأهم الموت النذير ثم تحمل إلى أموالهم ويضمحل تعلقهم ومآلهم كالأنصاري وابن الجريش والكمال ناظر الجيس ويحيى الريس التاجر المتعيش ويركب كثيرا إلى النزهة كالربيع والقبة الدوادارية ونحوهما من الجهات القصية وربما يبيت الليلة فما فوقها ويميت ما لعله يراه غير مناسب من أمور فيودي حقها وأدركه أذان المغرب مرة عند الجامع العلمي ذي البهاء والشهرة فطلعه لصلاتها لضيق وقتها والخوف من فوتها فرأى المصلين ولم ير الإمام فتقدم فصلى بهم وارتفع الملام وكانت في ذلك الإشارة إلى أنه هو الإمام ، وتكرر توجهه هو إلى أماكن ملاحظا التوكل الذي هو إليه راكن كبيت المقدس والخليل