@ 206 @ وثغور دمياط وإسكندرية ورشيد وأدكو لبلوغ التأمل وأزال كثيرا من الظلامات الحادثات وزار من هناك من السادات وعيد بجهات من الديار المصرية كالأضحى مرة بعد أخرى سنيه والفطر مع كثير من الجمع الرضي يبرز الشافعي للخطبة به في الأعياد امتثالا للمراد ، بل حج في طائفة قليلة سنة أربع وثمانين تأسيا بمن قبله من الملوك كالظاهر بيبرس والناصر محمد قلاوون الأمين ووهب وتصدق وأحكم كثيرا من العلق وأظهر من تواضعه وخشوعه في طوافه وعبادته ما عد في حسناته سيما عند سقوط تاجه عن رأسه بباب السلام ليندفع عنه ما لعله زها فيه الملام وقال مظهرا للنعمة وصرف العين حين مشى في المسعى بين إمامه وقاضي الحجاز : أنا بين برهانين . بل بلغني عند بعض الصالحين أنه أخبر برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تلك الأيام وأخبر أنه من الفرقة الناجية مع أنه حج قبل ترقيه في زمن الظاهر الوجيه وذلك فيما قيل بالتعيين سنة سبع وأربعين وسافر بدون مين قبلها بسنتين لقلعة الروم ثم ركب على ظهر الفرات إلى البيرة على الوجه المعلوم وتوعك في رجوعه ثم سلمه الله لرعيته وجموعه وبالغ في إكرام المنصور بالإذن له في الحج المشهور وكذا بمجيئه القاهرة وركوبه بالسكينة في طائفة من الأمراء بداخل المدينة وكذا أكرم المؤيد أحمد مما بجموعه تفرد حسبما ) .
بسطناه وضبطناه في أماكنه من التاريخ الكبير مع غيره مما هو شهير . وله تلفت غالبا لتقديم المستحقين مما يشغر من الوظائف والمرتبات وربما أكره نفسه بتقرير من يعلمه من أهل البليات إما بمغالبته بالدريهمات أو غيرها من المناكدات واجتهد في بناء المشاعر العظام وأسعد بما لم يتفق لغيره فيه الانتظام كعمارة مسجد الخيف بمنى المبلغ فيه بالإخلاص كل المنى وعملت فيه قبتان بديعتان إحداهما على المحراب النبوي الذي بوسطه والثاني على المحراب المنفرد في نمطه مع المنارة الفائقة والبوائك الأربعة الرائقة والبوابة المرتفعة العظيمة سوى بابين للمسجد شرقي ويمني بالكيفية المستقيمة إلى غيرها من سبيل له ولاصق بعلو الصهريج الكبير الموافق وارتقى لمسجد نمره من عرفة المعروف بالخليل إبراهيم فعمره للتبجيل والتكريم واشتمل على بائكتين لجهة القبلة لإظلال الحجيج وقبة على المحراب المرتفع بجوانبه العجيج وحفر بوسطه صهريجا ذرعه عشرون ذراعا مع بناء المسطبة التي في وسطه ففاقت بهجة واتساعا ورممت قبة عرفة وبيضت مع العلمين التي تميزت بهما ونهضت وكذا سلالم مشعر المزدلفة بعد إصلاحه وتجديد تلك الصفة وعمر بركة خليص المعول عليها وأجرى العين الطيبة الصافية إليهما . بل أصلح المسجد الذي هناك بحيث عم الانتفاع بكله للقاطن والسلاك وذلك