@ 309 @ الثانية بعد وقعة شقحب وذلك في ثاني عشري صفر سنة أربع وتسعين ، وكان ممن سجن قبل ذلك من مماليكه في فتنة منطاش بخزانة ) .
شمائل ونذر حينئذ إن نجاه الله تعالى منها أن يجعلها مسجدا ففعل ذلك في سلطنته بعد بضع وعشرين سنة وتأمر على الحاج سنة إحدى وثمانمائة بعد موت أستاذه وناب في طرابلس ولما نازل اللنك حلب خرج مع العساكر فأسر ثم خلص من اللنك بحيلة عجيبة وهي أنه لما أسر استمر في أسر اللنكية إلى أن فارقوا دمشق ثم رجعوا فاغتنم وقت رحيلهم وألقى نفسه بين الدواب وستره الله فمشى إلى قرية من عمل صفد ثم توصل إلى طرابلس وركب البحر إلى الطينة ثم مشى في البر إلى قطيا فبالغ الوالي في إكرامه بعد أن كان جفاه لكونه لم يعرفه واعتذر وقدم له خيلا فركب ودخل القاهرة وأعيد كما كان أولا لنيابة طرابلس ثم ولي نيابة الشام وجرت له من الخطوب والحروب ما ذكر في الحوادث بل وأشير إليه في ترجمته من تاريخ ابن خطيب الناصرية ، وكذا ذكر شيخنا بعضه في معجمه وملك وكانت مدة كونه في السلطنة ثمان سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام وأقام في الملك عشرين سنة ما بين نائب ومتغلب وأتابك وسلطان قال شيخنا وكان شهما شجاعا عالي الهمة كثير الرجوع إلى الحق محبا في العدل متواضعا يعظم العلماء ويكرمهم ويحسن إلى أصحابه ويصفح عن جرائمهم يحب الهزل والمجون لكن مستترا ومحاسنه جمة ، وقال في معجمه أنه حدث بصحيح البخاري عن السراج البلقيني بأجازة معينة أخرجها بخطه وذكر أنها كانت معه في أسفاره لا يفارقها وحضرنا عنده عدة مجالس ، وكان يحب العلماء ويجالسهم ويكرمهم ويعظم الشرع وحملته وكان مفرطا في الشجاعة محبا في الصلاة لا يقطعها وإن عرض له عارض بادر إلى قضائها ، قال وافتتح حصونا وخطب له بقيسارية ثم جهز ولده إبراهيم فظفر بابن قرمان وأحضروه أسيرا ولما أصابته عين الكتمان مات ابنه إبراهيم ثم مات هو بعده بقليل وذلك في أول المحرم سنة أربع وعشرين قال وقد ذكرت في الوفيات كثيرا من محاسنه وما كان يعاب به وأين أين مثله سامحه الله وعفا عنه ، وقال العيني في تاريخه : لما مات كان في الخزانة ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار من الذهب على ما قيل فلم تضم السنة وفيها دينار واحد ، قال وهو من طائفة من الجراكسة يقال لهم كرموك ويقال انه من ذرية اينال بن ركماس ابن سرماس بن طحا بن جرباش بن كرموك وكان كرموك كبير طائفته وكذلك نسل ، وعمل العيني في سيرته أرجوزة سماها الجوهر انتقد منها شيخنا ما أفرده