@ 310 @ في جزء سماه قذى العين من يعب غراب البين وكذا أفردها ابن ناهض في مجلد حافل قرضه له كل عالم وأديب ومؤرخ ) .
وحبيب ، وقال ابن خطيب الناصرية وترجمته في تاريخه أكثر من كراس ونصف انه كان ملكا مهيبا ماجدا أديبا جوادا عالي الهمة جليل المقدار عفيفا عن الأموال تام الشكل واسع الصدر خفيف الركاب مظفرا في الوقائع يملأ العين ويرجف القلب ذا سطوة عظيمة وحلم وأناة وصبر وإقدام وخبرة كاملة انتهى ، وتكرر نزوله في سنة اثنتين وعشرين إلى بيت الناصري بن البارزي ببولاق ، وعام في البحر غير متستر مع ما به من ألم رجليه وضربان المفاصل وقال المقريزي : كان شجاعا مقداما يحب أهل العلم ويجالسهم ويجل الشرع النبوي ويذعن له ولا ينكر على الطالب منه أن يمضي من بين يديه إلى قضاة الشرع بل يعجبه ذلك وينكر على أمرائه معارضة القضاة في أحكامهم غير مائل إلى شيء من البدع له قيام في الليل إلى التهجد أحيانا لكنه كان بخيلا مسيكا يشح حتى بالأكل لجوجا غضوبا نكدا حسودا معيابا يتظاهر بأنواع المنكرات فحاشا سبابا بذيئا شديد المهابة حافظا لأصحابه غير مفرط فيهم ولا مضيع لهم وهو أكبر أسباب خراب مصر والشام لكثرة ما كان يثيره من الشرور والفتن أيام نيابته بطرابلس ودمشق ثم ما أفسده في أيام ملكه من كثرة المظالم ونهب البلاد وتسليط أتباعه على الناس يسومونهم الذلة ويأخذون ما قدروا عليه بغير وازع من عقل ولا ناه من دين وأرخ وفاته بعد تنوع الاسقام وتزايد الآلام قبيل ظهر يوم الاثنين تاسع المحرم وقد أناف على الخمسين ، وصلى عليه خارج باب القلة ، وحمل إلى جامعه فدفن بالقبة قبيل العصر ، ولم يشهد دفنه كبير أحد من الأمراء والمماليك ، قال واتفق في امره موعظة فيها أعظم عبرة ، وهو انه لما غسل لم توجد له منشفة ينشف بها فنشف بمنديل بعض من حضر غسله ولا وجد له مئزر تستر به عورته حتى أخذ له مئزر صوف صعيدي من فوق رأس بعض جواريه فستر به ولا وجد له طاسة يصب عليه الماء بها حين غسله مع كثرة ما خلف من المال . قلت وله مآثر كالجامع الذي بباب زويلة قيل انه لم يعمر في الاسلام أكثر منه زخرفة ولا أحسن ترخيما بعد الجامع الأموي ، وأصله خزانة شمائل توفية لنذره ، وكذا عمل خطبة بالمقياس من الروضة وله المدرسة الخروبية بالجيزة وعدة سبل ومكاتب ، وعمل جسرا تجاه منشية المهراني ونزل بنفسه في مخيم هناك وعمر منظرة الخمس وجوه التي بالقرب من التاج الخراب صرف عليها شيئا كثيرا ورام