@ 49 @ فيخرجونه عنها فيذهب هو وجماعة من خلص أصحابه الذين يأخذون عنه العلم إلى فلاة من الارض بحيث تنقطع أخبارهم عن الناس ولا يدرون أين هم فتمضى أيام على ذلك فلا يشعر الأتراك الا وهو في البلاد اليمنية قد استولى على مواضع وما زال هكذا مع اقدام وشجاعة وصبر لا يقدر عليه غيره حتى انه كان فى بعض الأوقات قد لا يجد هو ومن معه ما يأكلون عند اختفائهم فيأكلون من نبات الأرض وقد يكابد من الشدائد ما يظن كل احد أنه لا يعود بعد ذلك إلى مناجزرة الأتراك فبينماهم على يأس من رجوعه اذ هو قد وثب على بعض الأقطار وكان آخر الأمر أنه وقع الصلح بينه وبين الأتراك على أن تثبت يده على ما قد استولى عليه من البلاد وهو غالب الجبال وكان الأمر كذلك حتى مات رحمه الله فأخرج الأتراك من جميع الأقطار اليمنية أولاده وصفت لهم الديار اليمنية ولم يبق لهم فيها منازع وصارت الدولة القاسمية فى الديار اليمنية ثابتة الأساس إلى عصرنا هذا والحمد لله رب العالمين ولهذا الإمام كرامات قد اشتملت عليها المطولات وجهادات لا يتسع لها الا مجلدات وإقدامات يحجم عنها الأبطال وله فى انكار المنكرات قبل دعوته يد طولى .
فمن ذلك ما حكاه صاحب نسمة السحر قال أخبرنى شيخي الزاهد الصوفي الحسن بن الحسين حفيد صاحب الترجمة ان صوفيا بصنعاء كان شديد الخلاعة وكان يأكل الحشيش أكل الحمار ويستبيح المحرمات عامة فكمن له الإمام القاسم في بعض الأزقة كمون الأفعوان حتى إذا مر ضربه بعمود فأخرج دماغه من بين الآذان ثم خرج من المدينة خايفا يترقب انتهى .
وكان له قوة عظيمة وهو ربعة معتدل القامة إلى السمن أقرب .
واسع الجبهة عظيم