@ 465 @ موت القاضى المذكور بنحو أسبوع فعزمت إلى مقامه العالى فذكر لى أنه قد رجح قيامى مقام القاضى المذكور فاعتذرت له بما كنت فيه من الاشتغال بالعلم فقال القيام بالأمرين ممكن وليس المراد إلا القيام بفصل ما يصل من الخصومات إلى ديوانه العالى فى يومى اجتماع الحكام فيه فقلت سيقع منى الاسخارة لله والاستشارة لأهل الفضل وما اختاره الله ففيه الخير فلما فارقته مازلت مترددا نحواسبوع ولكنه وفد إلى غالب من ينتسب الى العلم في مدينة صنعاء وأجمعوا على أن الاجابة واجبة وأنهم يخشون أن يدخل فى هذا المنصب الذى اليه مرجع الأحكام الشرعية فى جميع الأقطار اليمنية من لا يوثق بدينه وعلمه وأكثروا من هذا وارسلوا إلى بالرسائل المطولة فقبلت مستعينا بالله ومتكلا عليه ولم يقع التوقف على مباشرة الخصومات فى اليومين فقط بل انثال الناس من كل محل فاستغرقت في ذلك جميع الاوقات إلا لحظات يسيرة قد أفرغتها للنظر فى شئ من كتب العلم أو لشئ من التحصيل وتتميم ما قد كنت شرعت فيه واشتغل الذهن شغلة كبيرة وتكدر الخاطر تكدرا زايدا ولا سيما وأنا لا أعرف الأمور الاصطلاحية فى هذا الشأن ولم أحضر عند قاض في خصومة ولا فى غيرها بل كنت لا أحضر فى مجالس الخصومة عند والدى رحمه الله من أيام الصغر فما بعدها ولكن شرح الله الصدر وأعان على القيام بذلك الشأن ومولانا الخليفة حفظه الله ما ترك شيئا من التعظيم الا وفعله وكان يجلنى اجلالا عظيما وينفذ الشريعة على قرابته وأعوانه بل على نفسه وأنا حال تحرير هذه الاحرف فى سنة 1213 مستمر على مباشرة تلك الوظيفة مؤثر للتدريس للطلبة فى بعض