@ 464 @ فى الفقه والنحو على العلامة الحسن بن على حنش الذى صار وزيرا له كما تقدم وله شغف شديد بالكتب النفيسة ومطالعتها بحيث لا يقف فى مكان إلا وعنده منها عدة ولما كان فى شهر رجب سنة 1209 مات قاضيه المتقدم ذكره وكان صدرا من الصدور وعارفا بقوانين الأمور وقد تولى القضاء الأكبر فى أيام جده المنصور بالله الحسين بن القاسم وفى أيام والده الامام المهدى وضم اليه الوزارة ثم نكبه وأعاده مولانا الامام عند أن بويع بالخلافة وولاه القضاء الأكبر فكان يقوم بأمور القضاء وينتفع الامام ووزراه بسديد رأيه لمزيد اختباره وكمال ممارسته وكان يقصده الوزراء إذا نابهم امر الى بيته ويطلبه الخليفة إذا عرض مهم فكان أكثر الامور تصدر عن رأيه وله في الصدور مهابة عظيمة وحرمة وافرة وجلالة تامة ولعلها تأتي له ترجمة مستقلة إن شاء الله تعالى فلما مات فى ذلك التاريخ وكنت إذ ذاك مشتغلا بالتدريس في علوم الاجتهاد والافتاء والتضنيف منجمعا عن الناس لاسيما أهل الأمر وأرباب الدولة فانى لا أتصل بأحد منهم كائنا من كان ولم يكن لى رغبة فى سوى العلوم وكنت أدرس الطلبة في اليوم الواحد نحو ثلاثة عشر درسا منها ما هو فى التفسير كالكشاف وحواشية ومنها ما هو فى الأصول كالعضد وحواشيه والغاية وحاشيتها وجمع الجوامع وشرحه وحاشيته ومنها ما هو فى المعانى والبيان كالمطول والمختصر وحواشيهما ومنها ما هو في النحو كشرح الرضى على الكافية والمغنى ومنها ما هو فى الفقه كالبحر وضوء النهار ومنها ما هو فى الحديث كالصحيحين وغيرهما مع ما يعرض من تحرير الفتاوى ويمكن من التصنيف فلم أشعر إلا بطلاب لى من الخليفة بعد