@ 202 @ هذا نحو ثلاث وعشرين سنة وهو لا يزداد الا خيرا وانفاقا على من يستحق ذلك وهو فى هذه الخصلة منقطع القرين عديم النظير لا سيما فى هذا العصر فانه قد يعطى بعض المحاويج الذين لا يتصلون به عطاء يجاوز الوصف فى الكثرة ويشترى البيوت ويهبها لمن لا بيت له ويعين من أراد أن يشترى بيتا اذا كان مستحقا لا كثر الثمن أوكله وقد صنع هذا المصنع مع أناس كثيرين وهو يكره ظهور ذلك واطلاع الناس عليه وذلك دليل الخلوص وأنى لا كثر التعجب من كثرة صدقاته التى منها ما يبلغ المائة القرش وفوقها ودونها بل اخبرني بعض العلماء أنه اطلع على ما وهبه لبعض العلماء وكانت جملته ألف قرش دفعة واحدة وأخبرنى آخر أنه بلغ اعطاؤه لعالم آخر اثنتى عشرة مائة قرش دفعة واحدة وناهيك بهذا فان عطاء الملوك فى عصرنا يتقاصر عنه ويزداد التعجب من استمراره على ذلك كيف قدر على القيام به مع أن غيره ممن بنظره أعمال أكثر من أعماله ومدخولات أوفر من مدخزلاته قد لا يقوم ما يتحصل له بما يستغرقه لخاصة نفسه وأهله فضلا عن غير ذلك ثم أذكر قول الله تعالى وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنفق ينفق عليك فأعلم عند ذلك السبب ومع هذا فهو في عيش فائق مترفه في ملبوسه ومأكوله ومسكنه ومركبه وجميع أحواله على حد يقصر عنه أمثاله قد جمع الله له من نعم الدنيا مالا يدركه غيره وأعطاه من الكمالات مالا يوجد مجتمعا في سواه فانه مع احكامه لما يتعلق به من الأعمال الدولية معدود من العلماء مذكور في الفرسان مشهور بحسن الرماية جيد الخط قوى النثر حسن الأخلاق وكان بشوشا متواضعا سيوسا جليا وقورا ساكنا عفيفا مواظبا