@ 203 @ على الجمعة والجماعة كثير الاذكار محبا للفقراء ولا سيما اذا كانوا من أهل بيت النبوة راغبا فى الخير كافا لنفسه عن الشر معظما للشرع مجالسه مشتملة على المباحثات العلمية والمفاكهات الادبية مقربا لاهل الفضل مبعدا لاهل البطالة حسن المحاضرة قوى المباحثة جيد الفهم حسن الادراك ينشط اذا سئل عن مسئلة علمية ويبحث ويستخرج بدقيق ذهنه فرائد بديعة يعرف النحو والصرف والمعانى والبيان والاصول والقراآت والتفسير ويعمل بجميع هذه الفنون وله كمال الاشتغال والعناية بعلم الحديث والتفسير والعمل بما تقتضيه الادلة ولا يبالى بما عدا ذلك ولديه من الكتب النفيسة مالا يوجد عند غيره وبينى وبينه من خالص الوداد مالا أقدر على التعبير عن بعضه وما أعده إلا بمنزلة الوالد وهو ينزلنى منزلة الولد ويجلنى اجلال الوالد وقد اتفقت الالسن على الثناء عليه ونشر محاسنه مع أن الناس لا يرضون عن المتعلقين باعمال الدولة ولكن رأوا فيه من المحاسن مالا يمكن جحده والحاصل أنه للدولة جمال ولأهل العلم جلال وللفقراء ذخيرة أفضال طالت أيامه ومدت أعوامه وفي سنة أحدى وعشرين ومائتين وألف حصل له نسيان وكثرة سهو فباشر ما بنظره من الاعمال بعض قرابته فلم يحسن المباشرة وما زال ذلك العارض يتزايد وفى سنة ثلاث وعشرين رجح رفع يده عن الأعمال التى كان يباشرها ثم أحاطت الديون بغالب ما يملكه بسبب مباشرة ذلك القريب ثم توفى إلى رحمة الله يوم السبت خامس عشر شهر شعبان سنة 1225 خمس وعشرين ومائتين وألف بصنعاء وقبر بمقبرتها